الخميس، 26 فبراير 2015

فقه أحكام الأسماء والصفات


 1⃣
💎 فقه أحكام الأسماء والصفات 💎

🔘حكم العلم بأسماء الله الحسنى🔘
✨قال الله تعالى: {وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (180)} ... [الأعراف: 180].
✨ وقال تعالى: {قُلِ ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَنَ أَيًّا مَّا تَدْعُوا فَلَهُ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى وَلا تَجْهَرْ بِصَلاتِكَ وَلا تُخَافِتْ بِهَا وَابْتَغِ بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلًا} [الإسراء:110].
✨وقال تعالى: {اللَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ لَهُ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى} [طه:8].
✨وقال تعالى : {هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} [الحشر:24].
🔷الإيمان بأسماء الله وصفاته أحد أركان الإيمان بالله،
⏪بل هو أعظمها، وتوحيد الله بها أحد أقسام التوحيد.

📍ولا يمكن لأحد أن يعبد الله على الوجه الأكمل، حتى يكون على علم بأسماء الله وصفاته، ⏪ليعبد ربه على بصيرة، ويدعوه بأسمائه الحسنى التي أمره أن يدعوه بها
🔶فالعلم بأسماء الله وصفاته وأفعاله أشرف العلوم على الإطلاق،
🔶وأعظم أبواب التوحيد،
🔶وأزكى العلوم وأعلاها وأحسنها وأعظمها وأفضلها وأوجبها ؛
⏪لأن شرف العلم بشرف المعلوم وهو الله عز وجل:
✨{اعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ وَأَنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ } [ المائدة/٩٨].

🔷وهذا العلم أشرف ما صُرفت فيه الأنفاس..
🔷وخير ما سعى في تحصيله الأكياس..
🔷وهو عماد السير إلى الله ..
🔷والباب الأعظم لمعرفته ونيل محابه ورضاه..
🔷وهو الصراط المستقيم لكل من أحبه الله واجتباه:
✨{فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مُتَقَلَّبَكُمْ وَمَثْوَاكُمْ (19)} [ محمد/١٩] .

📕موسوعة فقه القلوب 📕
📚 جامعة الفقه الإسلامي العالمية في ضوء القرآن والسنة 📚
 2⃣
💎 فقه الأسماء والصفات من أساس الدين 💎

🌴الإيمان بالله وأسمائه وصفاته وأفعاله أساس بنيان الدين
⏪ وهو من الدين بمنزلة الرأس من الجسد
🔶ومتى كان الأساس راسخاً حمل البنيان
🔶والأقوال والأعمال بنيان الدين ، وسقفهُ الأخلاق الحسنة.

♦وأساس كل ذلك الإيمان بالله وأسمائه وصفاته وتوحيده بها 
⏪ومتى كان الأساس قوياً حمل البنيان
⏪وإذا تهدم شيء من البنيان سهل تداركه.

♦وإن كان الأساس غير وثيق لم يحمل البنيان، وإذا تهدم شيء من الأساس سقط البنيان كله.
♦وعلى قدر إحكام الأساس يكون علو البنيان :
✨{ وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ{65} بَلِ اللَّهَ فَاعْبُدْ وَكُن مِّنْ الشَّاكِرِينَ{66}  [الزمر/٦٥-٦٦] .

🔷وأوثق أساس يَبني عليه العبد بنيانه مركب من أمرين:
1⃣معرفة الله وتوحيده بأسمائه الحسنى وصفاته العلى.
2⃣وتجريد الانقياد لله ورسوله.

🍀والقرآن كله بيان لهذا الأساس
🍀وترسيخ له،
🍀ودعوة إلى إتقانه
🍀والعمل به
🍀فهو الغاية التي خلق الله الخلق من أجلها
✨كما قال سبحانه: { وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ{56} مَا أُرِيدُ مِنْهُم مِّن رِّزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَن يُطْعِمُونِ{57} إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ{58} [ الذاريات/٥٦–٥٨].

♦وقد أمرنا الله عز وجل أن نتعلم هذا العلم الشريف ونعتني به ونعمل بمقتضاه ؛ لعظم شأنه ، وعلو مقامه ، وكثرة بركاته وخيراته فقال:
✨{ وَاذْكُرُواْ نِعْمَتَ اللّهِ عَلَيْكُمْ وَمَا أَنزَلَ عَلَيْكُمْ مِّنَ الْكِتَابِ وَالْحِكْمَةِ يَعِظُكُم بِهِ وَاتَّقُواْ اللّهَ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ } [ البقرة / 231 ].

🔷وقد ذكر الله سبحانه في القرآن كثيراً من أسمائه وصفاته وأفعاله ، وأظهرها في آياته ومخلوقاته ؛ لِيُعرِّف عباده بها ، ليعبدوه بموجبها ، ويدعوه بها .
🔶وأسماء الله وصفاته وأفعاله أحب شيء إلى الله ، وهي أفضل شيء في القرآن وأعظمه وأحسنه ؛ لأنها صفات الخالق العظيم عز وجل :
✨{وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ } [ الأعراف /١٨٠ ] .

🎐فيجب علينا تعلم هذا العلم الشريف
🔖لأنه أساس التوحيد
🔖وأعظم أركان الإيمان
🔖وأعظم أصول الدين
🔖وعليه تُبنى بيوت الإسلام الرفيعة، ومنازله العالية
🔖وصفاته الحسنة الجميلة

🔘ولن تستقيم حال البشرية أبدا
⏪ً إلا بمعرفة ربهم بأسمائه وصفاته وأفعاله ، وعبادته وحده لا شريك له، والعمل بدينه وشرعه الذي به سعادتهم وفلاحهم في الدنيا والآخرة :
✨{ أَلا إِنَّ أَوْلِيَاء اللّهِ لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ{62} الَّذِينَ آمَنُواْ وَكَانُواْ يَتَّقُونَ{63} لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَياةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ لاَ تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ{64} [ يونس/٦٢ – ٦٤ ] .

🌴اللهم اجعلنا من أوليائك المتقين ، ومن حزبك المفلحين ، وثبتنا على الصراط المستقيم حتى نلقاك يا أرحم الراحمين.🌴
📕موسوعة فقه القلوب 📕
📚 جامعة الفقه الإسلامي العالمية في ضوء القرآن والسنة 📚


3⃣
💎 أسماء الله وصفاته كلها حسنى 💎

🌵أسماء الله تعالى كلها حسنى، 
⏪أي: بالغة في الحسن غايته

✨قال الله تعالى: {وَلِلَّهِ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى} [الأعراف:180] ؛
⏪وذلك لأنها متضمنة لصفات كاملة لا نقص فيها بوجه من الوجوهً :
✨{اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ لَهُ الْأَسْمَاء الْحُسْنَى }طه8

🎐فأسماء الله عز وجل  أحسن الأسماء ،وصفاته أحسن الصفات ، وأقواله أحسن الأقوال ، وأفعاله أحسن الأفعال ، ومخلوقاته أحسن المخلوقات ، وأحكامه أحسن الأحكام ، وشرائعه أحسن الشرائع ، وكــتبه أحسن الكتب، ورسله أحسن الرسل، وأوامره أحسن الأوامر , وثوابه أحسن الثواب.
🌴وأسماء الله كلها حسنى؛ لأنها تدل على
🍀صفات الكمال
🍀والجلال
🍀والجمال لله عز وجل .

🌴فهي أسماء مدح وحمد وثناء ،
🌴وأسماء تمجيد وتعظيم وإجلال ،
🌴وأسماء رحمة ولطف وإحسان:
✨ {قُلِ ادْعُواْ اللّهَ أَوِ ادْعُواْ الرَّحْمَـنَ أَيّاً مَّا تَدْعُواْ فَلَهُ الأَسْمَاء الْحُسْنَى } [ الإسراء / ١١٠ ].
🌵والله عز وجل لجلاله وجماله وعظمته وكبريائه وإحسانه وإنعامه
🔺 لا يُسمى إلا بأحسن الأسماء،
🔺 ولا يوصف إلا بأحسن الصفات،
🔺ولا يُـحْمد إلا بأحسن المحامد،
🔺ولا يُعبد إلا بأحسن العبادات
✨{ ذَلِكُمُ اللّهُ رَبُّكُمْ لا إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ فَاعْبُدُوهُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ{102} لاَّ تُدْرِكُهُ الأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ{103} [ الأنعام/١٠٢ – ١٠٣ ] .
🌵ومن تمام كونها: "حسنى" أنه لا يدعى إلا بها،
✨ولذلك قال: { فَادْعُوهُ بِهَا } ، وهذا شامل :
🔶لدعاء العبادة،
🔶ودعاء المسألة.

📎إما دعاء مسألة:
⏪بأن يقدم بين يدي مطلوبه من أسماء الله ما يناسب حاله كأن يقول: يا رزاق ارزقني، أو يا رحمن ارحمني ونحوهما.

📎وإما دعاء عبادة:
⏪بأن تعبد الله سبحانه بمقتضى أسمائه،
↩فتقوم بالتوبة إليه، لأنه هو التواب، وتتعبد له بجوارحك، لأنه البصير، وتذكره بلسانك، لأنه السميع، وتخشاه في السر، لأنه اللطيف الخبير، وهكذا في بقية الأسماء.

🔴وأسماء الله عزَّ وجلَّ كلها حسنى،
⬅وهي بالغة في الحسن غايته، وذلك لأنها متضمنة لصفات كاملة لا نقص فيها بوجه من الوجوه.

🔷فالحي من أسماء الله عزَّ وجلَّ، ⏪وهو متضمن للحياة الكاملة التي لم تسبق بعدم، ولا يلحقها زوال، الحياة المستلزمة لكمال الصفات من العلم والسمع والبصر والقوة والقدرة وغيرها من صفات الكمال.
🔷والعليم من أسماء الله سبحانه، ⏪متضمن للعلم الكامل، الذي لم يسبق بجهل ولا يلحقه نسيان، العلم الواسع الشامل، المحيط بكل شيء جملةً وتفصيلاً، سواء ما يتعلق بأفعاله أو أفعال خلقه
✨كما قال سبحانه: {وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُهَا وَلَا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الْأَرْضِ وَلَا رَطْبٍ وَلَا يَابِسٍ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ (59)} [الأنعام: 59].
وقال سبحانه: {يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَيَعْلَمُ مَا تُسِرُّونَ وَمَا تُعْلِنُونَ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ (4)} ... [التغابن: 4].

📕كتاب التوحيد( فقه أسماء الله الحسنى في ضوء القرآن والسنة) 📕
📚 جامعة الفقه الإسلامي العالمية في ضوء القرآن والسنة 📚

 4⃣
💎 فقه الثناء على الله عزوجل 💎
♦عدد أسمــاء الله الحسنى :
🌴أسماء الله الحسنى وصفاته العلى كثيرة ليس لها حصر، ولا تحد بعدد معين، ولا يحيط بعلمها إلا الرب الذي تسمى بها واتصف بها عز وجل وتقدست أسماؤه.
🌴وأسماء الله كلها حسنى، ولهذا أمرنا الله بمعرفتها والتعبد بها, ودعاء الله  بها ، وتوحيده بها.
💦مذهب أهل السنة أن أسماء الله سبحانه وتعالى ليست محصورة في عدد معين، ويدل على ذلك ما رواه الإمام أحمد وابن حبان والحاكم
💫 عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله ﷺ : « مَا قَالَ عَبْدٌ قَطُّ إِذَا أَصَابَهُ هَمٌّ وَحَزَنٌ: اللَّهُمَّ إِنِّي عَبْدُكَ وَابْنُ عَبْدِكَ وَابْنُ أَمَتِكَ نَاصِيَتي بِيَدِكَ ، مَاضٍ فيَّ حُكْمُكَ ، عَدْلٌ فيَّ قَضَاؤُكَ ، أَسْألُكَ بِكُلِّ اسْمٍ هُوَ لَكَ ، سَمَّيْتَ بِهِ نَفْسَكَ ، أَوْ أَنزَلْتَهُ فِي كِتَابِكَ ، أَوْ عَلَّمْتَهُ أَحَداً مِنْ خَلْقِكَ ، أَوْ اسْتَأْثرْتَ بِهِ في عِلْمِ الْغَيْبِ عِنْدَكَ ، أَنْ تَجْعَلَ الْقُرْآنَ رَبِيعَ قَلْبِي , وَنُورَ صَدْرِي ، وَجِلَاءَ حُزْني , وَذَهَابَ هَمِّي ، إِلَّا أَذْهَبَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ هَمَّهُ ، وَأَبـْدَلَهُ مَكَانَ حُزْنِهِ فَرَحـاً » .

🍀قَالُوا : يَا رَسُولَ الله ، يَنْبَغِي لَنَا أَنْ نَتَعَلَّمَ هَؤُلَاءِ الْكَلِمَاتِ ؟ قَالَ : « أَجَلْ ، يَنْبَغِي لِمَنْ سَمِعَهُنَّ أَنْ يَتَعَلَّمَهُنَّ » أخرجه أحمد.
🔴وموضع الشاهد من الحديث هو قوله:🔷[أَوْ اسْتَأْثرْتَ بِهِ في عِلْمِ الْغَيْبِ عِنْدَكَ]
↩فإنه يدل على أن هناك أسماء لله سبحانه وتعالى في الغيب لم يخبرنا عنها،

📍وبناءً على هذا نقول: إن أسماء الله سبحانه وتعالى ليست محصورة بعدد معين.

💦ثبت في الصحيح أن النبي ﷺ كان يقول في سجوده:
💫 عن عائشة رضي الله عنها قالت : فقدت رسول الله ﷺ ليلة من الفراش فالتمسته فوقعت يدي على بطن قدميه وهو في المسجد ، وهما منصوبتان ، وهو يقـــــــــول: « اللَّهُمَّ أَعُوذُ بِرِضَاكَ مِنْ سَخَطِكَ ، وَبِمُعَافَاتِكَ مِنْ عُقُوبَتِكَ ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْكَ لَا أُحْصِي ثنَاءً عَلَيْكَ ، أَنْتَ كَمَا أَثنَيْتَ عَلَى نَفْسِكَ » أخرجه مسلم.

🎐فقال ﷺ (لَا أُحْصِي ثنَاءً عَلَيْكَ ) ، ولو أحصى جميع أسمائه لأحصى صفاته، فكان يحصي الثناء عليه،
⬅ لأن صفاته إنما يعبر عنها بأسمائه"

📕كتاب التوحيد (فقه أسماء الله الحسنى في ضوء القرآن والسنة)📕
📚 جامعة الفقه الإسلامي العالمية في ضوء القرآن والسنة 📚

 5⃣
💎فقه حديث الإحصاء مع فقه الثناء على الرب 💎

🔘أسماء الله عز وجل  من حيث العلم بها ثلاثة أقسام 🔘
🌵1- منها ما استأثر الله بعلمه، فلم يُطْلع عليه أحداً من خلقه ، ولهذا قال: [أَوْ اسْتَأْثرْتَ بِهِ في عِلْمِ الْغَيْبِ عِنْدَكَ ] ⏪أي: انفردت بعلمه.
🔖وليس المراد انفراده بالتسمي به، لأن هذا الانفراد ثابتٌ في الأسماء التي أنزل الله بها كتابه ، ومن هذا قول النبي ﷺ في حديث الشفاعة:
💫عن أبي هريرة  -في حديث الشفاعة- أن النبي ﷺ  قال: « ثُمَّ يَفْتَحُ الله عَلَيَّ مِنْ مَـحَامِدِه وَحُسْنِ الثَّنَاءِ عَلَيْهِ شَيْئاً لَـمْ يَفْتَحْهُ عَلَى أَحَدٍ قَبْلي» متفق عليه.
↩وتلك المحامد هي بأسمائه وصفاته.

🌵2- ومنها ما علّمه الله بعض خلقه ، ولم ينزله في كتابه: [أَوْ عَلَّمْتَهُ أَحَداً مِنْ خَلْقِكَ ].
🌵3- ومنها ما بيّنه الله في كتابه، أو سماه به رسوله ﷺ  في سنته :[ أَوْ أَنزَلْتَهُ فِي كِتَابِكَ].
🔷لكن ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم حديث قد يشكل على البعض، وهذا الحديث ثابت في الصحيحين
💫عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله ﷺ  قال: « إِنَّ لله تِسْعَةً وَتِسْعِينَ اسْماً, مِائَةً إِلَّا وَاحِداً , مَنْ أَحْصَاهَا دَخَلَ الجنةَ » متفق عليه.
♦الإحصاء في هذا الحديث هو ⏪للتسعة والتسعين اسماً وليس لكل أسماء الله سبحانه وتعالى.
♦فالإحصاء المترتب عليه الجزاء خاص ⬅بالتسعة والتسعين،
📎وهذا مثل قول الإنسان: عندي مائة ريال أعددتها للصدقة، وهذا لا يعني أن كل ما يملك هو المائة الريال؛ لأنه من الممكن أن يكون لديه مائة ريال أخرى أعدها لغير الصدقة، لأن هذه المائة مائة معينة أعدها للصدقة.

🎐وكذلك التسعة والتسعون اسماً ليست كل أسماء الله عز وجل، لكن هي التي رتب عليها الثواب بدخول الجنة إذا أحصيت ، فذكر العدد لا يعني الحصر .
♦والإحصاء له عدة معان:
🔘 أول معنى فيه 🔘
⏪هو حفظ هذه الأسماء وفهم معانيها

🔘 والمعنى الثاني: 🔘
⏪فهم معانيها، ويدل على ذلك أن كلمة (من أحصاها) في اللغة يمكن أن تستخدم لمعنى العقل، فإن العرب تسمي المحصي أو صاحب الحصاة العاقل الذي يعقل الأمور، لأن فيه معنى التدقيق، ولا يدقق إلا من فهم.

🔘والمعنى الثالث:🔘
⏪ الدعاء بها والتعبد بها، ويدل على ذلك قول الله عز وجل: {وَلِلَّهِ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا} [الأعراف:180] ، وقوله: {فَادْعُوهُ بِهَا} [الأعراف:180] يشمل دعاء المسألة ودعاء العبادة.

🌵ولله عز وجل من الأسماء الحسنى تسعة وتسعون اسما،
💧من أحصاها وحفظها وعمل بمقتضاها ، ودعا الله بها أدخله الجنة.

🌴نسأل الله عز وجل أن يرزقنا وإياكم معرفتها، وحفظها , وفهمها، والتصديق بها، ودعاء الله بها , وحسن التعبد لله بها.
📕 كتاب التوحيد ( فقه أسماء الله الحسنى في ضوء القرآن والسنة)📕
📚 جامعة الفقه الإسلامي العالمية في ضوء القرآن والسنة 📚


6
🔷🔶فقه إثبات أسماء الله الحسنى 🔷🔶
🔴أسماء الله وصفاته توقيفية🔴
🌵توقيفية أي : ⏪يجب الوقوف فيها على ما جاء به الكتاب والسنة، فلا يزاد فيها ولا ينقص، لأن العقل لا يمكنه إدراك ما يستحقه تعالى من الأسماء، ولأن تسميته تعالى بما لم يسم به نفسه، أو إنكار ما سمى به نفسه، جناية في حقه تعالى، وقول على الله بلا علم، وذلك من أعظم الذنوب، فيجب الحذر منه:
🔅{وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا (36) [الإٍسراء: 36].

🔆{وَلَا تَقْفُ } أي : لا تتبع ما لا علم لك به من قول أو فعل فلا تقل رأيت ولم تره، ولا تقل: سمعت ولم تسمع، ولا تقل: علمت ولم تعلم.
🔅{قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَن تُشْرِكُواْ بِاللّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَاناً وَأَن تَقُولُواْ عَلَى اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ }الأعراف33
🌴والشاهد أن تسمية الله بما لم يسم به نفسه قول عليه بلا علم فيكون محرماً ، ولأن تسميته تعالى بما لم يسم به نفسه أو إنكار  ما سمى به نفسه جناية في حقه تعالى فوجب سلوك الأدب في ذلك والاقتصار على ما جاء به النص .
🔗فنثبت لله عز وجل من الأسماء والصفات ما أثبته الله لنفسه في كتابه
🔗أو أثبته له رسوله ﷺ  في سنته
🔗وننفي عن الله من الأسماء والصفات ما نفاه عن نفسه في كتابه
🔗أو نفاه عنه رسوله ﷺ  في سنته.

🔷 فلا نتجاوز القرآن والحديث ، ولا نقول على الله بلا علم ، ولا نعمل إلا بما أنزل الله , ولا نقول على الله غير الحق
🔅{ وَلاَ تَقُولُواْ لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هَـذَا حَلاَلٌ وَهَـذَا حَرَامٌ لِّتَفْتَرُواْ عَلَى اللّهِ الْكَذِبَ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللّهِ الْكَذِبَ لاَ يُفْلِحُونَ{116} مَتَاعٌ قَلِيلٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ{117} [ النحل / ١١٦ – ١١٧ ] .
🌴وأسماء الله وصفاته وأفعاله الواردة في القران والسنة نؤمن بها كلها، ونعبده بموجبها.
🌴وأسماء ربنا أحسن الأسماء ، وصفات ربنا أحسن الصفات
🌴وصفات ربنا أوسع من أسمائه
🌴وأفعاله أوسع من أسمائه وصفاته، وأسماؤه وصفاته وأفعاله كلها دالة على ذاته وجلاله وجماله.

📕 كتاب التوحيد(فقه أسماء الله الحسنى في ضوء القرآن والسنة)📕
📚 جامعة الفقه الإسلامي العالمية في ضوء القرآن والسنة 📚
 7⃣
🔷🔶 الفرق بين اﻹسم والصفة والفعل 🔷🔶

🔘فكل اسم من أسماء الله الحسنى نشتق منه صفة له، فالله سمى نفسه (الخالق ، الرزاق ، المصور) ووصف نفسه بأنه يخلق ويرزق ويصور.
🎐الخالق : الوصف⬅ يخلق
🎐الرزاق : الوصف ⬅يرزق

🔘وليس كل صفة يؤخذ منها اسم لله عز وجل ، ⬅ فالله وصف نفسه أنه (يرسل وينزل ويكشف ويقلّب ويشاء ويريد ) ولا يُسمى (بالمرسِل والمنزِل والكاشف والمقلِّب والشائي والمريد)
↩لأنه لم يسم به نفسه وإنما وصف به نفسه، فنصفه بذلك، ولا نسميه به.
🔖يرسل 🔅{يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُم مِّدْرَاراً }نوح11
🔖ينزل 🔅{ وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُم مِّن السَّمَاء مَاء لِّيُطَهِّرَكُم بِهِ }الأنفال11
🔖يكشف 🔅{أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاء الْأَرْضِ }النمل62
🔖يقلب 🔅{يُقَلِّبُ اللَّهُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لِّأُوْلِي الْأَبْصَارِ }النور44
🔖يشاء 🔅{ وَاللَّهُ يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَنْ يَشَاءُ ۚ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ) [سورة البقرة : 105]
🔖يريد 🔅{ يُرِيدُ اللّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ}البقرة185

🔘وليس كل فعل يؤخذ منه صفة لله ، فالله أخبر أنه ( يمكر ويكيد ويخدع وينسى ويفتن ) ونحو ذلك
🔷فلا يوصف الله بذلك إلا مقروناً بسببه، ولا يسمى به كذلك فلا يُقال ( الماكر والفاتن )
🔻بل يُقال يمكر الله بمن مكر بأوليائه : 🔅{وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللّهُ وَاللّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ }الأنفال30،
🔻ويكيد من كاد أولياءه : 🔅{ إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْداً{15} وَأَكِيدُ كَيْداً{16} الطارق [ 15 – 16]،
🔻ويخدع من يخادعه 🔅{ يُخَادِعُونَ اللّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ } [ النساء / ١٤٢]
🔻وينسى مَنْ نسيه🔅 { نَسُواْ اللّهَ فَنَسِيَهُمْ } [ التوبة /٦٧ ] ،
🔻ويُزيغ من زاغ عن الحق 🔅{ فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ }   [ الصف / ٥ ] .

🔗وهكذا في باقي الأفعال المماثلة لا يوصف الله بها إلا مقروناً بسببه.
♦أركان الإيمان بأسماء الله وصفاته :-
🔴الإيمان بأسماء الله وصفاته له ثلاثة أركان:
1⃣الأول : تنزيه خالق السموات والأرض عن مشابهة المخلوقين في الذات والأسماء والصفات والأفعال.
2⃣الثاني: الإيمان بما وصف الله به نفسه أو وصفه به رسوله من الأسماء والصفات.
3⃣الثالث: قطع الطمع عن إدراك كيفية أسماء الله وصفاته وأفعاله.
فكما لا نعلم كيفية ذاته سبحانه لا نعلم كيفية أسمائه وصفاته وأفعاله كما قال سبحانه:
🔅{ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ } [ الشورى / ١١ ] .

📕كتاب التوحيد(فقه أسماء الله الحسنى في ضوء القرآن والسنة)📕
📚 جامعة الفقه الإسلامي العالمية في ضوء القرآن والسنة 📚
 8⃣
♦♦فقه دلالة أسماء الله الحسنى♦♦

🔶أسماء الله عز وجل كلها مترادفة في الدلالة على الذات،
🔷متباينة في الدلالة على الصفات،
⬅لدلالة كل اسم منها على معنى خاص مستفاد منه كالعظيم والكبير والعزيز والخالق والرزاق والكريم وغيرها من الأسماء الحسنى.
🌴فكل أسماء الله الحسنى تدل على ذات الله، وتدل على صفات متعددة للرب كالخلق والتصوير، والعلم والقدرة، والرزق والكرم وهكذا:
🔅{ قُلِ ادْعُواْ اللّهَ أَوِ ادْعُواْ الرَّحْمَـنَ أَيّاً مَّا تَدْعُواْ فَلَهُ الأَسْمَاء الْحُسْنَى } 
[ الإسراء / ١١٠ ]  .
🔘فأسماء الله الحسنى أعلام وأوصاف.🔘
🔗بخلاف أعلام البشر فإنها أعلام محضة ، فقد يسمى الرجل حكيماً وهو جاهل، وحكماً وهو ظالم، وعزيزاً وهو حقير، وكريماً وهو لئيم، وصالحاً وهو طالح، وسعيداً وهو شقي، ومحموداً وهو مذموم، وحبيباً وهو بغيض، وأسداً، وحماراً، وكلباً، وجدياً، وكليباً وهراً وحنظلة وعلقمة وليس كذلك
🔷فأسماء الله الحسنى أعلام باعتبار دلالتها على مسمى واحد وهو الله عزَّ وجلَّ ..
🔷وهي أوصاف باعتبار ما دلت عليه من الصفات المختلفة الجامعة لصفات الكمال والجلال والجمال.
🔶فهي بالاعتبار الأول مترادفة، لدلالتها على مسمى واحد وهو الله.
🔶وهي بالاعتبار الثاني متباينة، لدلالة كل واحد منها على معناه الخاص.
🔸فالحي القيوم، والسميع البصير والعليم والقدير والرحيم والسميع والبصير والعزيز والحكيم، كلها أسماء لمسمى واحد وهو الله سبحانه،
🔸لكن معنى العليم غير معنى القدير، ومعنى السميع غير معنى البصير، وهكذا.
🔖فالحي يدل على صفة الحياة،
🔖والسميع يدل على صفة السمع،
🔖والعليم يدل على صفة العلم
🔖والرزاق يدل على صفة الرزق وهكذا.

🔖ومثل هذا أسماء كتاب الله، واسماء رسله، وأسماء اليوم الآخر، وأسماء الجنة، وأسماء النار، فلكل عدة أسماء باعتبار الصفات، ومسماها واحد باعتبار الذات.
📕 كتاب التوحيد(فقه أسماء الله الحسنى في ضوء القرآن والسنة)📕
📚 جامعة الفقه الإسلامي العالمية في ضوء القرآن والسنة 📚
 9⃣
♦فقه دلائل تضمن اﻷسماء الصفات♦

🔅1- قول الله عز وجل: {وَلِلَّهِ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا} [الأعراف:180]
🌴فيه أن الله سبحانه وتعالى وصف أسماءه بأنها حسنى،
🌵ومعنى حسنى: أي أنها تدل على معان حسنى، وتدل على صفات حسنى، والأسماء الجامدة التي لا معاني لها ليست بحسنة، ومن هنا فكل اسم من أسماء الله عز وجل يتضمن صفة من صفاته،

♦2- أن أسماء الله أعلام وأوصاف لدلالة القرآن عليها، فإن الإنسان وهو يقرأ أسماء الله في القرآن يقرأ أيضاً صفات لله عز وجل مطابقة لهذه الأسماء
🔅قال تعالى: {وَهُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ} [يونس:107]،
⏪ فالغفور يتضمن صفة المغفرة،
⏪والرحيم يتضمن صفة الرحمة،
🔅 وقوله تعالى: {وَرَبُّكَ الْغَفُورُ ذُو الرَّحْمَةِ} [الكهف:58]،
🎐يدل على أن الرحيم هو صاحب الرحمة، فإن الآية الثانية دلت على أن الرحيم هو المتصف بالرحمة.

🔆الأسماء الجامدة ليست من أسماء الله تعالى🔆
⬅فليس من أسمائه - عز وجل -
↩مثلاً: الدهر، والشيء ونحو ذلك،
⏪لأن هذه الأسماء لا تتضمن معنى يلحقها بالأسماء الحسنى

🌴فالأسماء الحسنى أعلام وأوصاف، ولأن الله تعالى لم يتسم بها ولم يسمه بها رسوله ﷺ.
💫وقد جاء في الصحيحين عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن النبي ﷺ قال: (قال اللهُ - عز وجل -: يُؤذيني ابن آدمَ، يَسُبُّ الدَّهَر، وأنا الدهْرُ، بيدي الأمرُ، أُقَلِّبُ الليلَ والنهارَ) متفق عليه.

🔗فهذا الحديث قد يفهم منه أن "الدهر" اسم من أسماء الله الحسنى، وهو ليس كذلك.
1⃣فهو أولاً: اسم جامد لا يتضمن معنى يلحقه بالأسماء الحسنى.
2⃣وثانيًا: إن اسم الدهر اسم للوقت والزمان.
◽أما معنى قوله تعالى: "وأنا الدهر" ⬅أي: أنا صاحب الدهر، ومدبر الأمور التي ينسبونها إلى الدهر، فمن سب الدهر من أجل أنه فاعل هذه الأمور، عاد سبه إلى ربه الذي هو فاعلها، وإنما الدهر زمان جعل ظرفًا لمواقع الأمور...
🎐ومما يدل على ذلك أنه تعالى قال في الحديث القدسي: "أقلب الليل والنهار" والليل والنهار هما الدهر، فلا يمكن أن يكون المقلِّب "بكسر اللام" هو المقلَّب بفتحها.
🌴الفرق بين الاسم والصفة
🔷فإنه يتضح في كون الأسماء تدل على الذات مع دلالتها على صفات الكمال،
🔶أما الصفات فإنها تدل على معنى قائم بالذات فقط.

🔷إن كل اسم يتضمن صفة، ولا تتنافى اسميته مع وصفيته فلكل اسم صفة،
🔶وليس لكل صفة اسماً، لأن بعض الصفات لا يشتق منها أسماؤه: كبعض الصفات الذاتية - مثلاً - كاليد، والعين، فلا يؤخذ منها أسماء

🔷أسماء الله كل ما دل على ذات الله مع صفات الكمال القائمة به، مثل: القادر، العليم، الحكيم، السميع، البصير
🔶أما الصفات فهي نعوت الكمال .

📕كتاب التوحيد(فقه أسماء الله الحسنى في ضوء القرآن والسنة)📕
📚جامعة الفقه الإسلامي العالمية في ضوء القرآن والسنة📚

10
🔘فقه أقسام أسماء الله الحسنى 🔘
 أسماء الله الحسنى من حيث معانيها أربعة أقسام 
1⃣الأول : الأسماء الدالة على صفة ذاتية للرب عز وجل .
🔗والصفة الذاتية : هي كل صفة لا تنفك عن الذات، ولا تعلُّق لها بالمشيئة.
↩ومن هذه الأسماء: الحي القيوم..السميع البصير.. العليم الخبير.. القوي العزيز.. العلي الكبير.. وأمثالها.

2⃣الثاني : الأسماء الدالة على صفة فعلية للرب عز وجل .♦♦
🔗والصفة الفعلية: هي كل صفة تتعلق بالمشيئة، إن شاء الله فَعَلها وإن لم يشأ لم يفعلها.
↩ومن هذه الأسماء: الخالق، الرزاق، التواب، العفو، الغفور، الرحيم .. وأمثالها.
فالخالق يخلق إذا شاء، ويكرم إذا شاء ، ويرزق من يشاء ، ويتوب على من يشاء ، ويرحم من يشاء ويغفر لمن يشاء :
🔅{وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَغْفِرُ لِمَن يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَن يَشَاءُ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَّحِيماً } [ الفتح / ١٤ ] .

3⃣الثالث: الأسماء الدالة على التقديس والتنزيه للرب عما لا يليق بجلاله وعظمته.♦♦
↩ومن هذه الأسماء: القدوس، السلام، السبوح .. وأمثالها.
فهو سبحانه السلام من كل نقص وعيب وآفة ، القدوس السبوح المنزه عن جميع النقائص والعيوب ، المنزه عن كل ما ينافي صفات كماله وجلاله وجماله, المنزه عن الضد والند , والكفو والمثل :
🔅{ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ } [ الشورى / ١١ ]  .

4⃣الرابع: الأسماء الدالة على جملة أوصاف عظيمة حسنى للرب عز وجل .♦♦
↩ومن هذه الأسماء: العظيم، الحميد، المجيد، الملك، الصمد .. وأمثالها.

فالعظيم من له كمال العظمة في ذاته وأسمائه وصفاته وأفعاله، والحميد يدل على كثرة حمده، وكثرة الحامدين له، وكثرة ما يُـحمد عليه.
والمجيد يدل على عظمة صفاته وكثرتها وسعتها , وعلى عظمة ملكه وسلطانه، وتفرده بالجلال والجمال والكمال.. وهكذا .
📕كتاب التوحيد(فقه أسماء الله الحسنى في ضوء القرآن والسنة)📕
📚جامعة الفقه الإسلامي العالمية في ضوء القرآن والسنة📚

 1⃣1
💎فقه دلالات أسماء الله الحسنى💎

🔴أسماء الله الحسنى من حيث دلالتها قسمان🔴
1⃣الأول: الأسماء الدالة على صفة فعلية متعدية من الخالق إلى المخلوق، ومن الفاعل إلى المفعول ، ومن المَلِك إلى المملوك.
💦ومن هذه الأسماء: الخالق، البارئ، المصور، العفو، الغفور، الكريم، الرحيم ، التواب، الرزاق، السميع، البصير، الرب، الفتاح، اللطيف.. وأمثالها.
وما كان من هذه الأسماء فإنه يتضمن ثلاثة أمور:
1⃣ثبوت ذلك الاسم لله..
أي : يقر ويعترف أنه اسم الله تعالى دال على ذاته وصفاته فلا يعارض إثباته بالنفي والإنكار.

2⃣ثبوت الصفة التي تضمنها..
أي : الإيمان بما دل عليه من معنى

3⃣ ثبوت حكمها ومقتضاها.
وهو ما يسمى بالأثر(أثرها ومقتضاها الذي يحصل للناس.)

🔷فالسميع مثلا
🔹يتضمن إثبات السميع اسماً لله عزَّ وجلَّ.
🔹وإثبات السمع صفة له،
🔹وإثبات حكم ذلك ومقتضاه، وهو أنه يسمع جميع الأصوات، ويسمع السر والنجوى والجهر
🔅كما قال سبحانه: {قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ (1)} [المجادلة: 1].
🔶فالرحيم مثلاً يتضمن
🔸إثبات الرحيم اسماً لله عز وحل ،
🔸وإثبات الرحمة صفة له،
🔸وإثبات مقتضاه وهو أن الله يرحم من يشاء ..
⬅وهكذا في بقية الأسماء من هذا النوع.

2⃣الثاني: الأسماء الدالة على صفة ذاتية لازمة.🔻🔻
🔗وهي كل اسم لا يتعدى أثره فاعله، ولا يجاوزه إلى المفعول به.
↩ومن هذه الأسماء:
الواحد، الأحد ، العلي ،العظيم ، الكبير ، الوتر، الأول ، الآخر، الظاهر ، الباطن وأمثالها.

◽فما كان من هذه الأسماء فإنه يتضمن أمرين:◽🔻🔻
1⃣ثبوت ذلك الاسم لله عز وجل ..
2⃣وثبوت الصفة التي تضمنها.

🌴فالواحد مثلاً يتضمن 🔻🔻
🔗إثبات الواحد اسماً لله ،
🔗وإثبات الوحدانية صفة له،

🌴والعظيم يتضمن
🔗إثبات العظيم اسماً لله،
🔗وإثبات العظمة صفة له .. وهكذا في بقية الأسماء.

📕كتاب التوحيد(فقه أسماء الله الحسنى في ضوء القرآن والسنة)📕
📚جامعة الفقه الإسلامي العالمية في ضوء القرآن والسنة 📚

 1⃣2⃣
🔵فقه معنى الإلحاد فى أسماء الله وصفاته🔵
كما أنه سبحانه مختص بالعبادة وحده،
🔶فكذلك هو مختص بالأسماء الحسنى وحده،
🔸فلا يجوز الإلحاد في أسماء الله تعالى، وهو الميل بها عما يجب فيها.
🔶والإلحاد بجميع أنواعه محرم، لأن الله تعالى هدد الملحدين بقوله سبحانه:
🔅 {وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (180)} [الأعراف: 180].
🔷والإلحاد في اللغة: هو الميل
🔶وأما الإلحاد في الأسماء الحسنى :
🔸فهو الميل بها عما يجب فيها،
🔸أو العدول بها وبحقائقها ومعانيها عن الحق الثابت لها.
🔶فالإلحاد في أسماء الله تعالى هو العدول بها عما يجب لله سبحانه وتعالى فيها من الحق الثابت الذي يجب التزامه.
🔷والإلحاد المراد به الابتداع والانحراف في أسماء الله سبحانه وتعالى بكل الأنواع
🔘حرمة الإلحاد في أسماء الله الحسنى🔘
🔶إن الإلحاد في أسماء الله الحسنى محرم ومذموم، والدليل على ذلك قول الله سبحانه وتعالى:
🔅{وَلِلَّهِ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} [الأعراف:180]،
♦وموطن الشاهد هو قوله:
🔅{وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ}، 🔻🔻
⬅يدل على حرمة الإلحاد في أسماء الله تعالى، وقد سبق أن بينا أنه ليس المقصود بالإلحاد، إنكار وجود الله، وإنما المقصود هو الميل في باب أسماء الله والعدول عن الحق فيها إلى قول الباطل.
📚 جامعة الفقه الإسلامي العالمية في ضوء القرآن والسنة 📚

 1⃣3⃣
♦ أقسام الإلحاد ♦
🔘الإلحاد ينقسم إلى قسمين 🔘
🔴1- الإلحاد في الأسماء : قال تعالى : ( وَلِلّهِ الأَسْمَاء الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُواْ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَآئِهِ ) الأعراف : 180
🔷وقد ذكر العلماء للإلحاد في أسماء الله وصفاته عدة أنواع🔷
🔶أحدها: أن يسمي الأصنام بها،
🔸كتسميتهم اللات من الإلهية، والعزى من العزيز، وتسميتهم الصنم إلهًا وهذا إلحاد حقيقة فإنهم عدلوا بأسمائه إلى أوثانهم، وآلهتهم الباطلة.
🔷وثانيها: تسميته بما لا يليق بجلاله:
🔹كتسمية النصارى له أبًا، وتسمية الفلاسفة له موجبًا بذاته، أو علة فاعله بالطبع ونحو ذلك.
🔶وثالثها: وصفها بما يتعالى عنه ويتقدس من النقائص
🔸كقول أخبث اليهود: أنه فقير، وقولهم: إنه استراح بعد أن خلق خلقه، وقولهم: يد الله مغلولة وأمثال ذلك مما هو إلحاد في أسمائه وصفاته.
🔷ورابعها: تعطيل الأسماء عن معانيها، وجحد حقائقها،
🔹 كقول من يقول من الجهمية وأتباعهم: أنها ألفاظ مجردة لا تتضمن صفات، ولامعاني فيطلقون عليه اسم السميع والبصير، والحي والرحيم، والمتكلم والمريد ويقولون: لا حياة ولا سمع، ولا بصر، ولا كلام، ولا إرادة تقوم به.
🔹وهذا من أعظم الإلحاد فيها عقلاً وشرعًا، ولغة وفطرة، وهو يقابل إلحاد المشركين فإن أولئك أعطوا أسماءه وصفاته لآلهتهم، وهؤلاء سلبوه صفات كماله وجحدوها وعطلوها فكلاهما ملحد في أسمائه، ثم الجهمية وفروخهم متفاوتون في هذا الإلحاد، فمنهم الغالي ، والمتوسط، والمنكوب ، وكل من جحد شيئًا عما وصف الله به نفسه، أو وصفه به رسوله فقد ألحد في ذلك فليستقل أو يستكثر.
🔶وخامسها: تشبيه صفاته بصفات خلقه تعالى الله عما يقول المشبهون علوًا كبيرًا
🔸فهذا الإلحاد في مقابلة إلحاد المعطلة فإن أولئك نفوا صفة كماله وجحدوها.
🔸وهؤلاء شبهوها بصفات خلقه، فجمعهم الإلحاد، وتفرقت بهم طرقه،
♦وبرأ الله أتباع رسوله وورثته القائمين بسنته عن ذلك كله
🎐فلم يصفوه إلا بما وصف به نفسه،
🎐ولم يجحدوا صفاته، ولم يشبهوها بصفات خلقه، ولم يعدلوا بها عما أنزلت عليه لفظًا ولا معنى
🎐بل أثبتوا له الأسماء والصفات، ونفوا عنه مشابهة المخلوقات فكان إثباتهم بريًا من التشبيه وتنزيههم خليًا من التعطيل.
🎐لا كمن شبه حتى كأنه يعبد صنمًا أو عطل حتى كأنه لا يعبد إلا عدمًا.
وأهل الإسلام وسط في الملل توقد مصابيح معارفهم من شجرة مباركة زيتونة لا شرقية ولا غربية يكاد زيتها يضيء ولو لم تمسسه نار، نور على نور، يهدي الله لنوره من يشاء.
🌴فنسأل الله تعالى أن يهدينا لنوره ويسهل لنا السبيل للوصول إلى مرضاته ومتابعة رسوله إنه قريب مجيب
🔴2- الإلحاد في الآيات : قال الله تعالى: ( إِنَّ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي آيَاتِنَا لَا يَخْفَوْنَ عَلَيْنَا ) فصلت : 40، في سياق الذم والتهديد لهم . وآيات الله نوعان :
💎آيات كونية : وهي مخلوقاته كالشمس، والقمر، والليل، والنهار .
💎وآيات شرعية : وهي كلماته التي أودعها كتابه القرآن العظيم .
⬅ويكون الإلحاد في آياته الكونية: بنسبتها إلى غيره؛ كأن يدعي أحد بأن الخالق غير الله، أو بأن ينسب إليها التصرف في الكون؛ فيزعم مثلاً أن المطر يقع بنوء كذا، ونحو ذلك .
⬅والإلحاد في آيات الله الشرعية: يكون بتعطيلها، وجحدها، وعدم الحكم بها .
🔷والإلحاد بنوعيه، محرم قطعاً .
🔹لكنه أحياناً يكون كفراً، وأحيانا يكون فسقاً .
📚 جامعة الفقه الإسلامي العالمية في ضوء القرآن والسنة 📚

 1⃣4⃣
❗❓ما حكم التسمي بأسماء الله الحسنى ❓❗
🔘 حكم التسمي بأسماء الله الحسنى:🔘
🌴أسماء الله الحسنى مختصة به وحده لا شريك له ،
⤴فله سبحانه الكمال المطلق في ذاته وأسمائه وصفاته وأفعاله ، فلا شريك له ، ولا سَمِيَّ له ، ولا مثيل له ، ولا شبيه له ، هو الملك الذي ليس كمثله أحد في الملك , هو القادر الذي ليس كمثله أحد في القدرة
🔅 {اللَّهُ لا إِلَهَ إِلاّ هُوَ لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى}  [ طـــه / ٨ ]  .
🌴فهو الواحد الأحد الذي ليس كمثله أحد في ذاته وأسمائه وصفاته وأفعاله :
🔅{ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ{1} اللَّهُ الصَّمَدُ{2} لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ{3} وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُواً أَحَدٌ{4}  [ الإخلاص / 1- 4 ]  .
🔘أما تسمية البشر بأسماء الله فعلى وجهين:🔘
🔴الأول: ما كان من أسماء الله عَلَماً مختصاً به مثل اسم الله ،  الخالق، البارئ، المصور ، القيوم ، الرحمن .. وأمثالها.
⬅فهذه لا يجوز تسمية غيره بها ؛
🔷لأن مسماها خاص بالله لا يقبل الشركة، فلا يجوز إطلاقه إلا على الله وحده لا شريك له.
🔴الثاني: ما كان من الأسماء الحسنى له معنى كلِّي يتفاوت الحكم فيه بين أفراده كالملك، والعزيز، والعلي، والكبير، والرحيم، والكريم، والحكيم، والسميع، والبصير .. وأمثالها.
⤴فهذه الأسماء وأمثالها تُطلق على الخالق وعلى المخلوق،
🔹ولكلٍ حُكمه ومعناه ،
🔷فيجوز التسمي به ، ولا يلزم من ذلك التماثل ، فالله هو العزيز الأعلى ، والمخلوق عزيز أدنى وهكذا .
🔷فما يضاف إلى الخالق منها يليق بعظمته وجلاله،
🔹وما يضاف إلى المخلوق منها يليق بالمخلوق وضعفه ونقصه كما هو مذكور في القرآن.
🔅قال تعالى {قَالَ اجْعَلْنِي عَلَى خَزَآئِنِ الأَرْضِ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ{55} [يوسف]
🔴 أسماء الله الحسنى من حيث معانيها ستة أقسام🔴
🌴الأول : الأسماء الدالة على ذات الله ووحدانيته مثل :
الله , الإله , الواحد ، الأحد ، الحق ، الحي ، القيوم  ،الأول ، الآخر ، الظاهر ، الباطن ، وأمثالها من الأسماء الحسنى.
🌴الثاني : الأسماء الدالة على الملك والقدرة مثل :
الملك ، العزيز ، الجبار ، المهيمن ، القهار ، القادر ، القوي ، المقدم والمؤخر وأمثالها .
🌴الثالث : الأسماء الدالة على الخلق والإيجاد والإمداد مثل :
الخالق ، البارئ ، المصور ، الرزاق ، الوهاب ، الكريم ، البَـرّ ، المقيت ، وأمثالها .
🌴الرابع : الأسماء الدالة على العلم والإحاطة مثل :
السميع ، البصير ، العليم ، الخبير ، الرقيب ، الشهيد ، الحفيظ ، المحيط وأمثالها.
🌴الخامس : الأسماء الدالة على الرفق والرحمة والمغفرة مثل :
الرب ، الرحمن ، الرحيم ، الرؤوف ، الحليم ، الحميد ، الشكور ، الودود ، الولي ، النصير ، القريب ، المجيب ، العفو ، الغفور ، التواب وأمثالها.
🌴السادس : الأسماء الدالة على الهداية والبيان مثل :
الهادي ، المبين ، الوكيل ، الكفيل وأمثالها .
🔘وجميع أسماء الله الحسنى واحدة في الدلالة على الذات ، متعددة المعاني والصفات : {اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ لَهُ الْأَسْمَاء الْحُسْنَى } [طه/٨].
♦ أسماء الله وصفاته من حيث وصف الله بها أربعة أقسام :♦
🎐الأول : ما هو كمال على الإطلاق ، فهذا يسمى الله به ويوصف ، وهو جميع أسماء الله الحسنى الواردة في القرآن والسنة مثل :
الله ، الرحمن ، الرحيم ، السميع ، البصير ، الغني ، الغفور ، الكريم ، الحكيم ، الحليم ، العليم ، القدير ، وأمثالها .
🎐الثاني : ما هو صفة كما ل، لكن قد ينتج عنه نقص .
فهذا يوصف الله به كما ورد في القرآن ولا يسمى به مثل : ( المريد ، المتكلم ، الشائي ) فيوصف الله بأنه يتكلم , ويريد , ويشاء على سبيل الإطلاق ، ولا يسمى بذلك ؛ لأن الكلام والإرادة والمشيئة قد تكون بخير أو بشر ، بصدق أو كذب ، بعدل أو بظلم ، بحق أو بباطل .
🎐الثالث : ما لا يكون كمالاً عند الإطلاق ، ولكن هو كمال عند التقييد.
فهذا لا يسمى الله به ، لكن يوصف الله به مقيداً كما ورد في القرآن مثل :
الخداع ، والاستهزاء ، والمكر ، والكيد ، والانتقام ، فلا نسمي الله به ، فنقول : الله ماكر مخادع على سبيل الإطلاق , لكن نَصِفه به مقيداً كما ورد فنقول : الله يمكر بمن يمكر به ، ويخادع من يخادعه ورسوله , ويستهزئ  بمن يستهزئ به وبرسوله وأوليائه وهكذا .
🎐الرابع : ما يتضمن النقص  على سبيل الإطلاق .
وهذا لا يسمى الله به أبداً ، ولا يوصف به أبداً , مثل :
الخائن ، العاجز ، الضعيف ، الأعور ؛ لأن الله له الأسماء الحسنى ، والصفات العلى ، فلا يجوز أن يوصف الله بصفة عيب أو نقص مطلقاً : {وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (180)} [الأعراف/١٨٠].
📕كتاب التوحيد(فقه أسماء الله الحسنى في ضوء القرآن والسنة)📕
📚 جامعة الفقه الإسلامي العالمية في ضوء القرآن والسنة 📚

 1⃣5
فقه تنزيه الله عما لا يليق به سبحانه 
🔘الصفات تنقسم إلى ثلاثة أقسام🔘
الأول: صفات كمال مطلق كالقوة والعزة ونحوهما، فهذه ثابتة لله وحده.
الثاني: صفات كمال مقيد كالخداع والمكر والكيد ، وهذه لا يوصف الله بها إلا بقيد ، فنقول الله يمكر بالماكرين، ويستهزئ بالمنافقين، ويخادع من خادعه، ويكيد لمن كاد أولياءه.
الثالث: صفات نقص مطلق كالعجز والخيانة ونحوهما، فهذه لا يوصف الله بها، لأنها نقص على الإطلاق.
🔷وصفات الله تبارك وتعالى كلها صفات كمال، لا نقص فيها بوجه من الوجوه كالحياة، والعزة، والقدرة، والعلم، والسمع، والبصر، والرحمة، والعظمة وغيرها من صفات الكمال والجلال والجمال.
🔷وإذا كانت الصفة نقصاً لا كمال فيها فهي ممتنعة في حق الله تعالى كالموت والجهل، والنسيان والعجز، والعمى والصمم ونحوها.
🔅كما قال سبحانه: {وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لَا يَمُوتُ} [الفرقان: 58].
🔅وقوله سبحانه: {لَا يَضِلُّ رَبِّي وَلَا يَنْسَى (52)} [طه: 52].
🔅وقوله سبحانه: {وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعْجِزَهُ مِنْ شَيْءٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ إِنَّهُ كَانَ عَلِيمًا قَدِيرًا (44)} [فاطر: 44].
💫وقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «يَا أيُّهَا النَّاسُ ارْبَعُوا عَلَى أنْفُسِكُمْ، فَإِنَّكُمْ لا تَدْعُونَ أصَمَّ وَلا غَائِباً، إِنَّهُ مَعَكُمْ إِنَّهُ سَمِيعٌ قَرِيبٌ، تَبَارَكَ اسْمُهُ وَتعالى جَدُّه» متفق عليه .
وقد نزه الله نفسه عما يصفه به الجاهلون من النقائص فقال سبحانه:
🔅{سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ (180) وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ (181) وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (182)} [الصافات: 180 - 182].
🔘وإذا كانت الصفة كمالاً في حال، ونقصاً في حال، فلها حكمان:🔘
🔶فتجوز في الحال التي تكون كمالاً،
🔶وتمتنع في الحال التي تكون نقصاً،
⤴وذلك كالكيد والمكر، والاستهزاء والخداع ونحوها،⬅ فهذه الصفات تكون كمالاً إذا كانت في مقابل من يعاملون الفاعل بمثلها، وتكون نقصاً ومذمومة في غير هذه الحال، ولهذا لم يذكرها الله من صفاته على سبيل الإطلاق، وإنما ذكرها في مقابلة من يعاملونه ورسله بمثلها.
فالمكر كقوله: {وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ (30)} [الأنفال: 30].
والكيد كقوله: {إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْدًا (15) وَأَكِيدُ كَيْدًا (16)} [الطارق: 15، 16].
والاستهزاء كقوله عن المنافقين: {وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا إِلَى شَيَاطِينِهِمْ قَالُوا إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ (14) اللَّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ وَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ (15)} [البقرة: 14، 15].
والخداع كقوله: {يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ} [النساء: 142].
🔘وباب الصفات أوسع من باب الأسماء،
⬅لأن كل اسم متضمن لصفة ، فالعليم متضمن للعلم، والعزيز متضمن للعزة، ولأن من الصفات ما يتعلق بأفعال الله تعالى، وأفعاله لا منتهى لها، كما أن أقواله سبحانه لا منتهى لها، كما قال سبحانه: 🔅{وَلَوْ أَنَّمَا فِي الْأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ أَقْلَامٌ وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِنْ بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ مَا نَفِدَتْ كَلِمَاتُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (27)} [لقمان: 27].
ومن صفات الله التي يوصف بها ولا يسمى بها
⬅المجيء والإتيان، والنزول والكلام، والأخذ والإمساك، والبطش والإرادة، وغير ذلك من الصفات التي لا تحصى.
فالمجيء كقوله سبحانه: {وَجَاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا (22)} [الفجر: 22].
والإتيان كقوله: {هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْ يَأْتِيَهُمُ اللَّهُ فِي ظُلَلٍ مِنَ الْغَمَامِ} [البقرة: 210].
والنزول كما قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «يَنْزِلُ رَبُّنَا تَبَارَكَ وَتعالى كُلَّ لَيْلَةٍ إلى السَّمَاءِ الدُّنْيَا، حِينَ يَبْقَى ثُلُثُ اللَّيْلِ الآخِرُ، فَيَقُولُ: مَنْ يَدْعُونِي فَأسْتَجِيبَ لَهُ! وَمَنْ يَسْألُنِي فَأُعْطِيَهُ! وَمَنْ يَسْتَغْفِرُنِي فَأغْفِرَ لَهُ» متفق عليه .
والكلام كقوله سبحانه: {وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا (164)} [النساء: 164].
والأخذ كقوله: {فَأَخَذَهُمُ اللَّهُ بِذُنُوبِهِمْ} [آل عمران: 11].
والإمساك كقوله: {وَيُمْسِكُ السَّمَاءَ أَنْ تَقَعَ عَلَى الْأَرْضِ إِلَّا بِإِذْنِهِ} [الحج: 65].
والبطش كقوله: {إِنَّ بَطْشَ رَبِّكَ لَشَدِيدٌ (12)} [البروج: 12].
والإرادة كقوله: {يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ} [البقرة: 185].
🔶فنصف الله بما وصف به نفسه
🔸 من غير تكييف ولا نسميه به، فلا نقول من أسمائه الجائي والآتي والنازل وهكذا البقية، وإن كنا نخبر بذلك عنه، ونصفه به على ما يليق بجلاله.
📕موسوعة فقه القلوب📕
📚 جامعة الفقه الإسلامي العالمية في ضوء القرآن والسنة 📚
 1⃣6
💎فقه إثبات صفات الله كما ينبغي على الوجه اللائق به سبحانه  💎
🔘صفات الله تبارك وتعالى تنقسم إلى قسمين:🔘
1⃣صفات ثبوتية ..
2⃣وصفات سلبية.
🔷فالصفات الثبوتية: هي ما أثبته الله تعالى لنفسه في كتابه، أو على لسان رسوله - صلى الله عليه وسلم -، وكلها صفات كمال لا نقص فيها بوجه من الوجوه كالحياة والعلم، والقدرة والرحمة، والاستواء على العرش، والنزول إلى السماء الدنيا كل ليلة، والمجيء لفصل القضاء، والعين والوجه واليدين ونحو ذلك.
🔴فيجب إثباتها لله تعالى حقيقة على الوجه اللائق به، لأن الله أخبر بها عن نفسه، وهو أعلم بها من غيره، وهو أصدق قيلاً، فيجب قبول ما جاء عن الله بلا تردد، وكذا ما أخبر به النبي - صلى الله عليه وسلم - عن الله عزَّ وجلَّ يجب قبوله، فهو أعلم الناس بربه، وأصدقهم خبراً، وأنصحهم إرادة.
🔶والصفات السلبية: هي ما نفاها الله سبحانه عن نفسه في كتابه، أو على لسان رسوله - صلى الله عليه وسلم -، وكلها صفات نقص في حقه كالموت والنوم، والعجز والتعب، والجهل والنسيان، والغفلة والظلم، ونحو ذلك من صفات النقص التي يجب نفيها عن الله عزَّ وجلَّ، وإثبات ضدها على الوجه الأكمل.
🔴وكل ما نفاه الله عن نفسه، فالمراد به إثبات كمال ضده، كما قال سبحانه:
🔅{وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لَا يَمُوتُ} [الفرقان: 58].
⬅فنفي الموت عنه سبحانه يتضمن كمال حياته، ونفي الظلم عنه يتضمن كمال عدله كما قال سبحانه:
🔅{وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا (49)} [الكهف: 49].
🔷والصفات الثبوتية لله جلَّ جلاله صفات مدح وكمال، وكذا الصفات السلبية، لكن الصفات الثبوتية التي أخبر الله بها عن نفسه أكثر بكثير من الصفات السلبية التي لم تذكر غالباً إلا لبيان عموم كماله سبحانه كما قال عزَّ وجلَّ:
🔅{لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ (11)} [الشورى: 11].
🌱أودفع توهم نقص من كماله فيما يتعلق بأمر معين كما قال سبحانه:
🔅{وَلَقَدْ خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَمَا مَسَّنَا مِنْ لُغُوبٍ (38)} [ق:38].
🔴وصفات الله تبارك وتعالى نوعان:🔴
1⃣صفات ذاتية ..
2⃣وصفات فعلية.
🔷فالصفات الذاتية هي التي لم يزل ولا يزال الله متصفاً بها، وهي ملازمة للذات لا تنفك عنها أبداً، وهي نوعان: 🔻🔻
🔹معنوية ..
🔹وخبرية.
🔘فالمعنوية كالحياة والعلم، والقدرة والحكمة، والعزة والغنى، وما أشبه ذلك، وهذا على سبيل المثال لا الحصر.
🔘والخبرية مثل الوجه واليدين والعينين والقدمين، وما أشبه ذلك.
فهذه الصفات الذاتية، المعنوية والخبرية كلها ملازمة للذات لا تنفك عنها.
🔶أما الصفات الفعلية، فهي الصفات المتعلقة بمشيءته، إن شاء فعلها، وإن شاء لم يفعلها، وهي نوعان:🔻🔻
🔸صفات لها سبب معلوم مثل الرضا والسخط، والحب والكره، ونحو ذلك، فالله عزَّ وجلَّ إذا وجد سبب المرض رضي كما قال سبحانه:
🔅 {إِنْ تَكْفُرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنْكُمْ وَلَا يَرْضَى لِعِبَادِهِ الْكُفْرَ وَإِنْ تَشْكُرُوا يَرْضَهُ لَكُمْ} [الزمر: 7].
🌱وإذا وجد سبب السخط من أحد سخط الله عليه كما قال سبحانه:
🔅{ذَلِكَ بِأَنَّهُمُ اتَّبَعُوا مَا أَسْخَطَ اللَّهَ وَكَرِهُوا رِضْوَانَهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ
🔸وصفات ليس لها سبب معلوم كالنزول إلى السماء الدنيا كل ليلة حين يبقى ثلث الليل الآخر كما قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: 💫«يَتَنَزَّلُ رَبُّنَا تَبَارَكَ وَتعالى كُلَّ لَيْلَةٍ إلى سَمَاءِ الدُّنْيَا، حِينَ يَبْقَى ثُلُثُ اللَّيْلِ الآخِرُ، فَيَقُولُ: مَنْ يَدْعُونِي فَأسْتَجِيبَ لَهُ، مَنْ يَسْألُنِي فَأعْطِيَهُ، مَنْ يَسْتَغْفِرُنِي فَأغْفِرَ لَهُ» متفق عليه .
🌴ومن الصفات ما هو صفة ذاتية وفعلية باعتبارين كالكلام،
⬅فإنه باعتبار أصله صفة ذاتية، لأن الله تعالى لم يزل ولا يزال متكلماً،
⬅وباعتبار آحاد الكلام صفة فعلية، لأن الكلام يتعلق بمشيئته ، يتكلم متى شاء، بما شاء كما قال سبحانه:
🔅{إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ (82)} [يس: 82].
🌴وكل صفة تعلقت بمشيئته فإنها تابعة لحكمته، سواء أدركنا الحكمة أو جهلناها، لكننا نعلم علم اليقين أن الله عزَّ وجلَّ لا يشاء شيئا إلا وهو موافق للحكمة كما يشير إليه قوله سبحانه:
🔅{وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا (30)} ... [الإنسان: 30]
📕موسوعة فقه القلوب 📕
📚 جامعة الفقه الإسلامي العالمية في ضوء القرآن والسنة 📚

 1⃣7⃣
☀فقه الصفة والخبر في حق الله تعالى ☀
أسماء الله وصفاته وأفعاله مطلقة في الكمال والحسن، لا تتناهى ولا تنقطع بآخر، ولا تحد بأول، كعلمه ورحمته وقدرته وسائر صفاته.
فسبحان الملك الحق، ذي الجبروت والملكوت والكبرياء والعظمة:
🔅{فَلِلَّهِ الْحَمْدُ رَبِّ السَّمَاوَاتِ وَرَبِّ الْأَرْضِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (36) وَلَهُ الْكِبْرِيَاءُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (37)} [الجاثية: 36، 37].
🔘وكيفية الشيء لا تدرك إلا بمشاهدته .. أو مشاهدة نظيره .. أو خبر الصادق عنه.
فالله أخبرنا أنه استوى على العرش، ولم يخبرنا كيف استوى، وأخبرنا أنه ينزل إلى السماء الدنيا، ولم يخبرنا كيف ينزل، وأخبرنا أنه يجيء يوم القيامة لفصل القضاء، ولم يخبرنا كيف يجيء،
وأسماء الله وصفاته ثابتة ومعلومة، ولها كيفية، ولكننا لا نعلم كيفيتها، فما من موجود إلا وله كيفية، وكما لا نعلم ذاته سبحانه، فكذلك لا نعلم كيفية صفاته.
فيجب الحذر من القول على الله بلا علم كما قال سبحانه:
🔅{وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا (36)} [الإسراء: 36].
وما يجري صفةً أو خبراً على الرب تبارك وتعالى أقسام:
أحدها: ما يرجع إلى نفس الذات كقولنا: ذات وموجود وشيء.
الثاني: ما يرجع إلى صفات معنوية كالعليم والقدير والسميع.
الثالث: ما يرجع إلى أفعاله سبحانه نحو الخالق والرازق.
الرابع: ما يرجع إلى التنزيه المحض، ولا بد من تضمنه ثبوتاً كالقدوس والسلام.
الخامس: الاسم الدال على جملة أوصاف عديدة نحو المجيد، والعظيم والصمد والرب، فهذه الأسماء تدل على من اتصف بصفات متعددة من صفات الكمال.
السادس: صفة تحصل من اقتران أحد الاسمين أو الوصفين بالآخر، وذلك قدر زائد على مفرديهما نحو الغني الحميد، أو العزيز الحكيم، أو العفو الغفور ونحو ذلك.
⬅فالغنى صفة كمال، والحمد صفة كمال، واجتماع الغنى مع الحمد كمال آخر، فله سبحانه ثناء من غناه، وثناء من حمده، وثناء من اجتماعهما، وهكذا في باقي الأسماء.
🔖ولا يلزم من الإخبار عنه بالفعل مقيداً، أن يشتق له منه اسم مطلق كما ورد في القرآن لفظ (يضل ويمكر وفتنا) ونحوها.
⤴فهذه أفعال مخصوصة لا يجوز أن يطلق منها أسماء على الرب كالمضل والماكر والفاتن، فأسماء الله توقيفية وصفاته كذلك.
🔖أما الاسم إذا أطلق عليه كالسميع والبصير، فيجوز أن يشتق منه المصدر كالسمع والبصر، والفعل نحو سمع، ويسمع.
وأفعال الرب تبارك وتعالى ⬅صادرة عن أسمائه وصفاته،
وأسماء المخلوقين صادرة عن أفعالهم.
📍فالرب سبحانه وتعالى ⤵
🔺أفعاله عن كماله،
🔺والمخلوق كماله عن أفعاله⏪ فاشتقت الأسماء للمخلوق بعد أن كمل بالفعل.
📌أما الرب فهو الكامل في ذاته وأسمائه وصفاته، ولم يزل كاملاً، فحصلت أفعاله عن كماله، ⬅لأنه كامل في ذاته وأسمائه وصفاته.
↙فأفعاله كلها صادرة عن كماله،
🔺كمل سبحانه ففعل كل شيء،
🔺والمخلوق فعل فكمل الكمال اللائق به.
♦وما يدخل في باب الإخبار عنه تعالى أوسع مما يدخل في باب أسمائه وصفاته كالشيء والموجود والقائم، فإنه يخبر به عنه، ولا يدخل في أسمائه الحسنى وصفاته العلا.
📕موسوعة فقه القلوب 📕
📚 جامعة الفقه الإسلامي العالمية في ضوء القرآن والسنة 📚


 1⃣8⃣
☀مظاهر صفات الربوبية واﻷلوهية على العباد ☀
🔘أسماء الله عزَّ وجلَّ منها ما يطلق عليه مفرداً، أومقترناً بغيره،
⬅وهو غالب الأسماء كالعزيز والحكيم، والسميع والبصير، والعفو والغفور، فتقول مثلاً سبحان العزيز، أو سبحان العزيز الحكيم.
🔘ومنها ما لا يطلق عليه بمفرده، بل مقروناً بمقابله كالمعطي المانع، والنافع الضار، والمعز المذل ونحوها.
🌵فهذه أسماء مزدوجة يجري الاسمان منها مجرى الاسم الواحد، لأنه يراد بها المتفرد بالربوبية، وتدبير الخلق والتصرف فيهم عطاءً ومنعاً، نفعاً وضراً، فهي وإن تعددت جارية مجرى الاسم الواحد، ولذلك لم تجئ مفردة، ولم تطلق عليه إلا مقترنة.
🌴وقد تجلى الله تبارك وتعالى في كتابه لعباده بأسمائه الحسنى وصفاته العلا:
♦فتارة يتجلى في جلباب الهيبة والعظمة، والجلال والجبروت،
⏪ فتخضع الأعناق، وتنكسر كبرياء النفوس، وتخشع الأصوات، ويذوب الكبر كما يذوب الملح في الماء.
♦وتارة يتجلى سبحانه بصفات الجمال والكمال، وهو جمال الأسماء، وجمال الصفات، وجمال الأفعال، الدال على كمال الذات،
⏪ فيستنفذ حبه من قلب العبد قوة الحب كلها، بحسب ما عرفه من ذلك، فيصبح فؤاده فارغاً إلا من محبة الله، وتصير المحبة له طبعاً لا تكلفاً.
♦وإذا تجلى سبحانه بصفات البر والرحمة، واللطف والإحسان،
⏪ انبعثت قوة الرجاء من العبد، وانبسط أمله، وانشرح صدره، وقوي طمعه،
🔗 وكلما قوي الرجاء جد في العمل، وتلذذ به، وأكثر منه.
♦وإذا تجلى عزَّ وجلَّ بصفات السمع والبصر،
⏪انبعثت من العبد قوة الحياء، فيستحي من ربه أن يراه على ما يكره، أو يسمع منه ما يكره، أو يخفي في نفسه ما يمقته عليه ربه.
🔗فتبقى أقواله وأفعاله، موزونة بميزان الشرع، غير مهملة ولا مرسلة تحت حكم الطبيعة والهوى.
♦وإذا تجلى جل جلاله بصفات العدل والانتقام، والغضب والسخط، والعقوبة والتدمير،
⏪انقمعت النفس الأمارة، وبطلت أو ضعفت قواها، من الشهوة والغضب، واللهو واللعب، والحرص على المحرمات، وأخذت حظها من الخوف والخشية والحذر.
♦وإذا تجلى سبحانه بصفات الكفاية والحسب، والقيام بمصالح العباد، وسوق أرزاقهم إليهم، ودفع المصائب عنهم، ونصره لأوليائه، وحمايته لهم،
⏪ انبعثت من الصدر قوة التوكل عليه، وتفويض الأمور إليه، والرضى به، والتسليم له.
♦وإذا تجلى الجبار بصفات العز والكبرياء،
⏪ذلت النفس لعظمته، وانكسرت لعزته، وخضعت لكبريائه، وخشع القلب له، وانقادت الجوارح لطاعته، فتعلوه السكينة والوقار والطمأنينة، ويذهب طيشه وحدته.
🌴والله حكيم عليم، يتعرف إلى العباد بصفات الربوبية تارة، وبصفات الإلهية تارة.
🔖فيوجب للعبد شهود صفات الإلهية محبة الله، والأنس والفرح به، والشوق إلى لقائه، والمنافسة في قربه، والسرور بخدمته، والتودد إليه بطاعته، واللهج بذكره، والفرار من الخلق إليه.
🔖ويوجب له شهود صفات الربوبية تعظيم الرب، وحسن التوكل عليه، والافتقار إليه، والاستعانة به، والذل والخضوع له، والانكسار له.
⏪وكمال ذلك أن يشهد ربوبيته في قضائه وقدره .. ونعمته في بلائه .. وعطاءه في منعه .. وعدله في انتقامه .. وجوده وكرمه في مغفرته وستره وتجاوزه .. وبره ولطفه .. وإحسانه ورحمته في قيوميته .. ويشهد حكمته في تدبيره .. ونعمته في أمره ونهيه .. وعزه في رضاه وغضبه .. وحلمه في إمهاله.
📕موسوعة فقه القلوب 📕
📚 جامعة الفقه الإسلامي العالمية في ضوء القرآن والسنة 📚
 1⃣9⃣
☀آثار شهود القلب عظمة الرب بأسمائه وصفاته ☀
💎وإذا تأملت القرآن وتدبرته أشهدك ملكاً قيوماً، علياً عظيماً، قوياً عزيزاً، له العزة والكبرياء، وله الجبروت والملكوت، فوق سماواته على عرشه، يدبر أمر الخلائق كلها في العالم العلوي، وفي العالم السفلي:
📍يأمر وينهى .. ويقضي ويحكم .. ويرسل الرسل .. وينزل الكتب .. ويرضى ويغضب .. ويثيب ويعاقب .. ويعز ويذل .. ويخفض ويرفع .. ويعطي ويمنع .. ويرى ويسمع .. فعال لما يريد .. موصوف بكل كمال .. لا تتحرك ذرة فما فوقها إلا بإذنه .. ولا تسقط ورقة إلا بعلمه .. ولا يشفع أحد عنده إلا بإذنه .. بيده الملك وهو على كل شيء قدير:
يخلق ويرزق .. ويحيي ويميت .. ويكرم ويهين .. الخلق والأمر له .. والكون كله له .. والأمور كلها بيده .. ومصدرها منه .. ومردها إليه .. يثني على نفسه .. ويمجد نفسه .. ويحمد نفسه ..
📍ويثني على عباده .. ويدلهم على ما فيه سعادتهم وفلاحهم .. ويرغبهم فيه .. ويحذرهم مما فيه هلاكهم .. ويتعرف إليهم بأسمائه وصفاته .. ويتحبب إليهم بنعمه وآلائه .. ويذكرهم بنعمه .. ويحذرهم من نقمه .. ويذكرهم بما أعد لهم من الكرامة إن أطاعوه .. وما أعده من العقوبة إن عصوه .. ويخبرهم بما فعله بأوليائه وأعدائه، وعاقبة هؤلاء وهؤلاء.
🔶وإذا شهدت القلوب ملكاً هذا شأنه، وهذه عظمته، وهذه آلاؤه ونعمه، وهذا إحسانه، وهذا جماله،
🔗فكيف لا تحبه، ولا تنافس في القرب منه، وتنفق أنفاسها في التودد إليه، ويكون أحب إليها من كل ما سواه؟. ❓❗
❓❗وكيف لا تلهج بذكره، ويصير حبه والشوق إليه والأنس به هو غذاؤها وقوتها ودواؤها
🔅 {الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ (28)} [الرعد: 28].
♦وقد خلق الله الإنسان في ظاهره وباطنه في أحسن تقويم، وجعله كالمرآة العاكسة لتجليات الأسماء الحسنى، فهو مرآة لها.
ويظهر ذلك كما يلي:🔻🔻
💎أولاً: كما أن الظلام سبب لرؤية النور، فكذلك الإنسان يعرف بجهله وضعفه، وعجزه وفقره، وحاجته وقصوره،
⬅يعرف بذلك قدرة القدير وقوته، وعلمه وغناه، ورحمته سبحانه.
💎ثانياً: أن ما وهب الله الإنسان من العلم والقدرة، والسمع والبصر، والملك والحكمة، وغيرها من الصفات الجزئية،
⬅يعرف منها الصفات المطلقة الكلية لله سبحانه، ويعلم أن لهذا الكون العظيم ملكاً عظيماً، يعلم ما فيه، ويدبره، ويسمع كل صوت فيه، ويبصر كل صغيرة فيه.
💎ثالثاً: وكذلك الإنسان مرآة عاكسة للأسماء الحسنى،
⏪ من حيث ظهور نقوشها الظاهرة عليه،
🔺فيعرف من كونه مخلوقاً اسم الخالق،
🔺 ويظهر من حسن تقويمه اسم الرحمن الرحيم،
🔺 ومن حيث تربيته اسم اللطيف الكريم.
🔗وهكذا في بقية الأسماء.
📕موسوعة فقه القلوب 📕
📚 جامعة الفقه الإسلامي العالمية في ضوء القرآن والسنة 📚
 2⃣0⃣
☀فقه كمال صفات الرب ☀
🌴الله سبحانه ليس كمثله شيء لا في ذاته، ولا في أسمائه، ولا في صفاته، ولا في أفعاله، فصفاته سبحانه كاملة،
🔶وصفاتنا ناقصة، وهو منزه عن مماثلة المخلوقات في ذاته وأسمائه وصفاته وأفعاله.
🌴فعلمه سبحانه ليس كعلم المخلوق، لأن علم المخلوق كله نقص، نقص في ابتدائه، لأنه مسبوق بجهل، ونقص في غايته، لأنه يلحقه النسيان، ونقص في شموله، لأنه قاصر لا يعلم كل شيء، وهكذا في بقية الصفات الذاتية.
🌴وهو سبحانه منزه أن تكون صفاته الفعلية كصفات المخلوقين كالاستواء على العرش، والنزول إلى السماء الدنيا، والمجيء لفصل القضاء، والرضى والغضب وغيرها.
⬅فتشبيه الخالق بالمخلوق نقص، لأن تسوية الكامل بالناقص تجعله ناقصاً، والله منزه عن ذلك:
🔅 {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ (11)} ... [الشورى: 11].
🌵وإذا أظهر الله صفات الجلال كالجبار والقهار مع عبد أو أَمَة، فذلك لتربيته، فالله أرحم بنا من أنفسنا.
🌵وإذا أظهر المولى الكريم صفات الجمال كالكريم والرحيم واللطيف على عبد أو أَمة فذلك لتربيته كذلك.
🍁والإيمان بأسماء الله وصفاته ليس له حد ولا نهاية، فلو أعطي الرجل أعمار المخلوقات كلها من الجن والإنس والملائكة، والسموات والأرض ومن فيهن، وصرف ذلك في معرفة الله وأسمائه وصفاته والإيمان به، لانتهت تلك الأعمار، وما انتهى بحر الإيمان بالله وأسمائه وصفاته.
🍁 وإذا كانت الأشجار والبحار تفنى وتنتهي ولما تحيط بكلمات الله، وهي صفة واحدة من صفاته، فكيف ببقية الصفات الأخرى؟: {وَلَوْ أَنَّمَا فِي الْأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ أَقْلَامٌ وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِنْ بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ مَا نَفِدَتْ كَلِمَاتُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (27)} [لقمان: 27].
🌴والله جل جلاله له الأسماء الحسنى، والصفات العلا، وله الكمال المطلق في ذاته وأسمائه وصفاته وأفعاله.
🔶فالسلام من أسماء الله الحسنى
🎐فهو السلام الحق بكل اعتبار، فهو سبحانه سلام في ذاته من كل عيب ونقص.
🎐وسلام في صفاته من كل عيب ونقص ، وسلام في أفعاله من كل عيب ونقص، وشر وظلم ؛ فهو السلام من الصاحب والولد، وهو السلام من النظير والكفء والسمي والمماثل والشريك ؛ وكل صفة من صفاته سلام مما يضاد كمالها.
🎐فحياته سبحانه سلام من السنة والنوم والموت ، وقيوميته سلام من التعب واللغوب ، وقدرته سلام من العجز والتعب ، وعلمه سلام من عزوب شيء عنه، أو عروض نسيان له ، وغناه سلام من الحاجة إلى غيره، فكل ما سواه محتاج إليه، وهو غني عن كل ما سواه ، وملكه سلام من منازع فيه، أو مشارك له، أو معاون له.
🎐وحلمه وعفوه، ومغفرته وصفحه سلام من أن يكون عن حاجة منه أو ذل أو مصانعة كما يكون من غيره، بل هو محض جوده وإحسانه وكرمه.
🎐وعذابه وانتقامه وبطشه سلام من أن يكون ظلماً أو تشفياً، أو غلظة أو قسوة، بل هو محض حكمته وعدله ورحمته ، وقضاؤه وقدره سبحانه سلام من العبث والجور والظلم ، ودينه وشرعه سلام من العبث والنقص، والجور والظلم.
⬅وهكذا في باقي الأسماء والصفات.
🌴والسلام لله وصفاً وملكاً .. فهو السلام في ذاته .. وبيده السلام .. يسلم من شاء .. ويهلك من يشاء.
🌴والحمد لله وصفاً وملكاً .. فهو المحمود في ذاته .. وهو الذي يجعل من يشاء محموداً .. ومن يشاء مذموماً.
🌴والعزة لله وصفاً وملكاً .. فهو العزيز في ذاته .. وهو الرب الذي يعز من يشاء من عباده .. ويذل من يشاء.
🌴والرحمة كلها له سبحانه وصفاً وملكاً .. فهو الرحيم في ذاته .. وهو الذي يرحم من يشاء .. ويعذب من يشاء.
🌴والبركة كلها لله وصفاً وملكاً .. فهو المتبارك في ذاته .. وهو الذي يبارك فيمن يشاء من خلقه .. وينزع البركة ممن يشاء من خلقه.
🔴والبركة نوعان:🔴
🔺الأولى: بركة هي فعله تبارك وتعالى، والفعل منها بارك، تارة يتعدى بنفسه، وتارة بعلى، وتارة بفي، والمفعول منها مبارك، وهو ما جعل كذلك، فكان مباركاً بجعله تعالى كما قال سبحانه عن المسيح: 🔅{وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنْتُ} [مريم: 31].
🔅وقال عن كتابه: {كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ (29)} [ص: 29].
🔺الثانية: بركة تضاف إليه سبحانه كإضافة الرحمة والعزة، والفعل منها تبارك، ولهذا لا يقال لغيره ذلك، ولا يصلح إلا له عزَّ وجلَّ، فهو سبحانه المبارك، وعبده ورسوله المبارك.
♦وأما صفته (تبارك) فمختصة به تعالى كما أخبر بها عن نفسه بقوله:
🔅{تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا (1)} [الفرقان: 1].
🔅وقال سبحانه: {تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (1)} [الملك: 1].
🔅وقال سبحانه: {تَبَارَكَ الَّذِي جَعَلَ فِي السَّمَاءِ بُرُوجًا وَجَعَلَ فِيهَا سِرَاجًا وَقَمَرًا مُنِيرًا (61)} [الفرقان: 61].
🌴فالبركة كلها لله تعالى، والبركة منه، فهو المبارك جل جلاله، ومن ألقى عليه بركته فهو المبارك، ولهذا هو الذي جعل كتابه مباركاً، ورسوله مباركاً، وبيته مباركاً، والأزمنة والأمكنة التي شرفها واختصها مباركة، فليلة القدر مباركة، والمسجد الأقصى مبارك، وأرض الشام مباركة.
📕موسوعة فقه القلوب 📕
📚 جامعة الفقه الإسلامي العالمية في ضوء القرآن والسنة 📚

 2⃣1⃣
☀آثار اﻹيمان بأسماء الله وصفاته ☀
💎على المسلم أن يثبت لله من الأسماء والصفات،
🔺ما أثبته الله ورسوله،
🔺وينفي عنه ما نفاه الله ورسوله.
💎وفي الأحكام يثبت خلقه وأمره، فيؤمن بخلق الله لكل شيء، المتضمن كمال قدرته، وعموم مشيئته، ويثبت أمره المتضمن بيان ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأعمال، وأمره في التصريف والتدبير لهذا الكون العظيم.
💎فيثبت العبد جميع أسماء الله وصفاته إثباتاً يتبعه اليقين على الله وأسمائه وصفاته وأفعاله، وعدم الالتفات إلى ما سواه.
🎐فالإنسان إذا شفي بالدواء، قال: شفاني الدواء،
🎐وإذا شفي بدون الدواء، قال شفاني الله،
⬅وهذا ليس بصحيح، فالشافي في الحالين واحد لا شريك له وهو الله.
🔶ولكن الله عزَّ وجلَّ جعله ابتلاءً وامتحاناً للعباد:
🔸تارة يشفي بالأسباب ..
🔸وتارة بدون الأسباب ..
🔸وتارة بضد الأسباب .. إظهاراً لقدرته .. أو إنفاذاً لسنته .. فالله له قدرة، وله سنة هي الأسباب .. والأسباب مخلوقة مدبرة من القادر الذي لا يعجزه شيء.
♦والأسباب يبتلى بها المؤمن، ويطمئن بها الكافر كما قال سبحانه:
🔅 {إِنَّ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا وَرَضُوا بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاطْمَأَنُّوا بِهَا وَالَّذِينَ هُمْ عَنْ آيَاتِنَا غَافِلُونَ (7) أُولَئِكَ مَأْوَاهُمُ النَّارُ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ (8)} [يونس: 7، 8].
💧ولا بد من النفي في أسماء الله وصفاته، فنثبت لله الأسماء الحسنى، والصفات العلا، وننفي ذلك عما سواه.
🌴فالله سبحانه قوي وغيره ضعيف .. والله قوته كاملة فلا يعجزه شيء وغيره قوته ناقصة .. والله قوته مطلقة وغيره قوته محدودة .. والله قوته أبدية لا تزول وغيره قوته حادثة تزول.
🌴والله غني وغيره فقير مهما ملك .. والله غناه كامل وغيره غناه ناقص .. والله غناه مطلق وغيره غناه محدود .. والله غناه أبدي لا يزول وغيره غناه يزول ..
🔗وهكذا في بقية الأسماء والصفات.
🍁وبهذا النفي والإثبات يقوى الإيمان، ويزيد اليقين على الله وأسمائه وصفاته، والتوكل عليه وحده، والتوجه إليه وحده، ويضعف اليقين على المخلوق العاجز المقهور.
🌴والله تبارك وتعالى واحد لا شريك له، وليس كمثله شيء لا في ذاته ولا في أسمائه وصفاته وأفعاله.
🌴والله سبحانه موصوف في القرآن بالنفي والإثبات، إثبات ما يليق به من الأسماء والصفات، ونفي ما لا يليق به سبحانه، ووصفه بالإثبات أكثر.
🍁فالإثبات: كإخباره بأنه سبحانه بكل شيء عليم، وأنه على كل شيء قدير، وأنه بكل شيء محيط، وأنه سميع بصير، وأنه رؤوف رحيم، ونحو ذلك.
🍁والنفي: كإخباره سبحانه بأنه لا تأخذه سنة ولا نوم، ولا يعزب عنه شيء، ولا يعجزه شيء، وليس كمثله شيء، وأنه لا تدركه الأبصار، وأنه لا يمسه لغوب ونحو ذلك.
🌴والله تبارك وتعالى جميل في ذاته، وجميل في أسمائه وصفاته وأفعاله، فهو جل جلاله الجواد لذاته، كما أنه الحي لذاته، وجوده العالي من لوازم ذاته.
🎐والعفو أحب إليه من الانتقام .. والرحمة أحب إليه من العقوبة .. والفضل أحب إليه من العدل، والعطاء أحب إليه من المنع.
♦خلق الإنسان ومن عليه بالنعم، وفضله على غيره، وأنزل إليه كتبه، وأرسل إليه رسله، واعتنى به ولم يهمله، فهو يتقلب في نعمه في جميع أحواله.
♦فإذا تعرض العبد لغضب ربه، وارتكب مساخطه وما يكرهه، وأبعد منه، ووالى عدوه وتحيز إليه، وقطع طريق نعمه وإحسانه إليه، فقد استدعى من الجواد الكريم الرحيم خلاف ما هو موصوف به من الجود والإحسان والبر، وتعرض لإسخاطه وإغضابه وانتقامه، وأن يصير غضبه وسخطه في موضع رضاه، فاستدعى بمعصيته من أفعاله ما سواه أحب إليه منه.
⏪وبينما هو كذلك آبق شارد عن سيده ومولاه، منهمك في موافقة عدوه، إذ عرضت له فكرة، فتذكر بر سيده وعطفه وجوده وكرمه، وعلم أنه لا بد له منه، وأن مصيره إليه، وعرضه عليه، وإن لم يقدم عليه بنفسه، قدم به عليه على أسوإِ الأحوال.
🔖ففر إلى سيده من بلد عدوه، ووقف ببابه خاشعاً متضرعاً يتملق سيده، ويسترحمه ويستعطفه، ويعتذر إليه، فعلم سيده ما في قلبه فرضي عنه ورحمه، وأبدله بالعقوبة عفواً، وبالمنع عطاءً، وبالمؤاخذة حلماً، وبالبطش رحمة.
⏪فلا تسأل عن فرح ربه به، وقد عاد إليه حبيبه ووليه طوعاً واختياراً، ففتح له طريق البر والإحسان والجود، والتي هي أحب إلى سيده من طريق الغضب والانتقام والعقوبة:
🔅 {وَاللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَنْ تَمِيلُوا مَيْلًا عَظِيمًا (27) يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُخَفِّفَ عَنْكُمْ وَخُلِقَ الْإِنْسَانُ ضَعِيفًا (28)} [النساء: 27، 28].
📍والإيمان بأسماء الله وصفاته معناه فهمها، والاعتراف بها، والتعبد لله بها، والعمل بمقتضاها، وهذا توحيد الأنبياء والمرسلين:
🌴فأوصاف العظمة والكبرياء والمجد والجلال تملأ القلب هيبة لله وتعظيماً له.
🌴وأوصاف العزة والقدرة والجبروت تجعل القلوب تخضع وتذل وتنكسر بين يدي ربها.
🌴ومعرفة أوصاف البر والرحمة، والجود والكرم تملأ القلب رغبةً وطمعاً في فضل الله وإحسانه وجوده.
🌴ومعرفة أوصاف العلم والإحاطة توجب للعبد مراقبة الله في حركاته وسكناته، والحذر من معصيته، والحياء منه.
🌴ومعرفة مجموع هذه الصفات تملأ القلب محبة لله، وشوقاً إليه، وتعظيماً له، والتعبد والتقرب إلى الله بالأقوال والأفعال.
📕موسوعة فقه القلوب 📕
📚 جامعة الفقه الإسلامي العالمية في ضوء القرآن والسنة 📚
22⃣
☀دلالات كمال أسماء و صفات الرب ☀
💎صفات الكمال ترجع إلى ثلاث صفات💎
🌱العلم .. 🌱والقدرة .. 🌱والغنى.
⬅وهذه الثلاث لا تصلح على وجه الكمال إلا لله وحده،
🔹فهو الذي أحاط بكل شيء علماً .. 🔹وهو على كل شيء قدير .. 🔹وهوالغني عن العالمين.
💫وقد أمر الله رسوله - صلى الله عليه وسلم - أن يبرأ من دعوى هذه الثلاثة بقوله: {قُلْ لَا أَقُولُ لَكُمْ عِنْدِي خَزَائِنُ اللَّهِ وَلَا أَعْلَمُ الْغَيْبَ وَلَا أَقُولُ لَكُمْ إِنِّي مَلَكٌ إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَى إِلَيَّ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الْأَعْمَى وَالْبَصِيرُ أَفَلَا تَتَفَكَّرُونَ (50)} [الأنعام: 50].
📎وينال الناس من هذه الثلاث بقدر ما يعطيهم الله منها، والله سبحانه أعلم بمن يصلح لهذا أو ذاك أو ذلك، فالله أعلم حيث يجعل رسالته، وهو بعباده خبير بصير، حكيم يضع كل شئ في موضعه اللائق به.
🍁ومفعولات الرب المتنوعة دالة على إرادة الفاعل وقدرته، وعلمه وحكمته.
🔸وما فيها من المصالح والحكم والغايات المحمودة دال على حكمته تعالى.
🔸وما فيها من النفع والإحسان والخير دال على رحمته سبحانه.
🔸وما فيها من البطش والانتقام والعقوبة دال على غضبه.
🔸وما فيها من التقريب والإكرام والعناية دال على محبته.
🔸وما فيها من الإهانة والإبعاد والخذلان دال على بغضه ومقته.
🔸وما فيها من ابتداء الشيء في غاية النقص والضعف، ثم سوقه إلى تمامه ونهايته، ثم موته، ثم حياته مرة أخرى دال على وقوع المعاد.
🔸وما فيها من ظهور آثار الرحمة والنعمة على خلقه دليل على صحة النبوات.
🔸وما فيها من الكمالات التي لو عدمتها كانت ناقصة، دليل على أن معطي تلك الكمالات أحق بها.
🍁فمفعولاته ومخلوقاته سبحانه من أدل شيء على صفاته، وصدق ما أخبرت به رسله عنه كما قال سبحانه:
🔅{سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ (53)} ... [فصلت: 53].
🌴والله تبارك وتعالى لكمال عظمته وكبريائه، وإحاطته بما سواه، وأنه أكبر من كل شيء، وأنه واسع عليم، يُرى في الآخرة ولا يحاط به إدراكاً، فالمخلوق لا يحيط بالخالق وإن كان يراه كما قال سبحانه:
🔅{ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ فَاعْبُدُوهُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ (102) لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ (103)} [الأنعام: 102، 103].
🌱فسبحان الحي الذي ليس كمثله شيء في حياته ، وسبحان القوي الذي ليس كمثله شيء في قوته.
💫«سُبْحَانَ ذِي الْجَبَرُوتِ وَالْمَلَكُوتِ وَالْكِبْرِيَاءِ وَالْعَظَمَةِ» أخرجه أبو داود والنسائي .
🌵ومخلوقات الله عزَّ وجلَّ دالة على ذاته وأسمائه وصفاته .. وأسماؤه وصفاته دالة على ما يفعله ويأمر به .. وما لا يفعله ولا يأمر به.
🎐فاسمه القوي يدل على أنه على كل شيء قدير، ولا يعجزه شيء.
🎐واسمه الغني يدل على كمال غناه، وأنه لم يتخذ صاحبةً ولا ولداً.
🎐واسمه الحميد يدل على أنه لا يأمر بالفحشاء والمنكر.
🎐واسمه الحكيم يدل على أنه لم يخلق شيئاً عبثاً.
🎐واسمه الملك يدل على ما يستلزم حقيقة الملك من قدرته، وحسن تدبيره وعطائه ومنعه، وثوابه وعقابه، وبث رسله في أقطار مملكته، وإعلام عبيده بأوامره ومراسيمه، واستوائه على سرير مملكته، الذي هو عرشه المجيد.
🌴فسبحانه من ملك ما أعظمه .. ومن كريم ما أجوده .. ومن لطيف ما أرحمه.
🌴وله الحمد على أسمائه وصفاته وأفعاله .. وعلى قضائه وقدره .. وعلى خلقه وأمره .. وعلى دينه وشرعه .. وعلى آلائه ونعمه .. وعلى ثوابه وعقابه .. وعلى عدله وإحسانه:
🔅{فَلِلَّهِ الْحَمْدُ رَبِّ السَّمَاوَاتِ وَرَبِّ الْأَرْضِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (36) وَلَهُ الْكِبْرِيَاءُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (37)} [الجاثية: 36، 37].
📕موسوعة فقه القلوب 📕
📚 جامعة الفقه الإسلامي العالمية في ضوء القرآن والسنة 📚


***انتهى الترم الأول***

هناك تعليق واحد:

  1. بارك الله فيكم وجعله فى ميزان حسناتكم وأعطاكم الخير

    ردحذف