الخميس، 26 فبراير 2015

الترم الثاني .... اسم الله الواحد

1⃣
فقه الحسن في اسم الله الواحد، الأحد
ومن أسمائه الحسنى عزَّ وجلَّ: الواحد .. والأحد. وقد ورد ذكرهما في الكتاب والسنة.
فأما اسمه: (الواحد) فقد ورد في أكثر من عشرين موضعًا في القرآن ومن ذلك قوله تعالى:
{ قُلِ اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ (16) } [الرعد: 16].
وقوله سبحانه: { * وَقَالَ اللَّهُ لَا تَتَّخِذُوا إِلَهَيْنِ اثْنَيْنِ إِنَّمَا هُوَ إِلَهٌ وَاحِدٌ } [النحل: 51]،
وقوله تعالى: { لِمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ (16) } [غافر: 16].
وأما اسمه: (الأحد) فقد ورد مرة واحدة في القرآن الكريم وذلك
في قوله تعالى: { قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1) } [الإخلاص: 1].
وكذلك جاء في السنة في قوله ﷺ لذلك الرجل الذي دعا بهذا الدعاء: "اللَّهم إني أسألك بأني أشهد أنك أنت الله لا إله إلا أنت الأحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوًا أحد"، فقال الرسول ﷺ: (والذي نفسي بيده لقد سأل باسمه الأعظم الذي إذا دعي به أجاب، وإذا سئل به أعطى )
الله تبارك وتعالى هو الواحد، الفرد الذي لم يزل وحده، ولم يكن معه آخر، الأحد الذي لا شبيه له ولا نظير.
وهو سبحانه الإله الواحد الأحد، الذي لا إله إلا هو وحده، لا شريك له في ذاته، ولا في أسمائه، ولا في صفاته، ولا في أفعاله:
{لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ (11)} [الشورى: 11].
والله عزَّ وجلَّ هو الواحد الأحد، الذي توحد بجميع الكمالات، وأحسن الأسماء، وأعلى الصفات، الذي له وحده صفات الكمال والجلال، والجمال والكبرياء:
{اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى (8)} [طه: 8].
والله جل جلاله هو الواحد الأحد، الذي يجب أن تصرف العبادة له وحده لا شريك له، فهي خالص حقه سبحانه، وهو المعبود بحق، وغيره يعبد بباطل، فالعبادة خالص حقه، فلا يجوز صرفها لغيره كما قال سبحانه:
{قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (162) لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ (163)} [الأنعام: 162، 163].
وهو سبحانه الواحد الأحد، الذي لا شبيه له في ذاته وأسمائه وصفاته، وليس له من يشاركه في ذرة من ذرات ملكه العظيم، أو يخلفه في تدبير خلقه.
وقد رغب النبي - ﷺ - في تجديد التوحيد والإيمان، لما في ذلك من دفع المسلم للخير والعمل الصالح، وذلك بالإكثار من ذكر الله عزَّ وجلَّ في كل الأوقات.
قال النبي - ﷺ -: «مَنْ قَالَ: لا إِلَهَ إِلا اللهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، فِي يَوْمٍ، مِائَةَ مَرَّةٍ، كَانَتْ لَهُ عَدْلَ عَشْرِ رِقَابٍ، وَكُتِبَتْ لَهُ مِائَةُ حَسَنَةٍ، وَمُحِيَتْ عَنْهُ مِائَةُ سَيِّئَةٍ، وَكَانَتْ لَهُ حِرْزاً مِنَ الشَّيْطَانِ، يَوْمَهُ ذَلِكَ، حَتَّى يُمْسِيَ، وَلَمْ يَأْتِ أحَدٌ أفْضَلَ مِمَّا جَاءَ بِهِ إِلا أحَدٌ عَمِلَ أكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ، وَمَنْ قَالَ: سُبْحَانَ اللهِ وَبِحَمْدِهِ، فِي يَوْمٍ، مِائَةَ مَرَّةٍ، حُطَّتْ خَطَايَاهُ، وَلَوْ كَانَتْ مِثْلَ زَبَدِ الْبَحْرِ» متفق عليه .
فما أجهل وما أضل من يعبد غير الله مما لا يعقل ولا يسمع ولا يبصر، ويترك عبادة الله الذي تفرد بالخلق والإيجاد، والرزق والإمداد، والتصريف والتدبير، والبسط والقبض، والخفض والرفع، والنفع والضر:
{قُلْ أَتَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَمْلِكُ لَكُمْ ضَرًّا وَلَا نَفْعًا وَاللَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (76)} ... [المائدة: 76].
حقا .. إن من عُرض عليه الحق فرده، عوقب بفساد قلبه وعقله، ورأيه وحياته، كما قال سبحانه:
{وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْنَاهُمْ فَاسْتَحَبُّوا الْعَمَى عَلَى الْهُدَى فَأَخَذَتْهُمْ صَاعِقَةُ الْعَذَابِ الْهُونِ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ (17)} [فصلت: 17].
فلينتظر العقوبة في الدنيا والآخرة كل كافر مشرك بالله كما قال سبحانه:
{لَهُمْ عَذَابٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَعَذَابُ الْآخِرَةِ أَشَقُّ وَمَا لَهُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَاقٍ (34)} [الرعد: 34].
موسوعة فقه القلوب
جامعة الفقه الإسلامي العالمية في ضوء القرآن والسنة 
2⃣
فقه التعبد لله عزوجل باسمه الواحد الأحد 
اعلم أن توحيد الرب عزوجل بأسمائه وصفاته وأفعاله ، وتوحيده بربوبيته , وتوحيده بألوهيته , وتوحيده بعبادته , أول العلوم وأعظمها وأشرفها ، وأعظم واجب يجب على العباد معرفته والشهادة لله به ، والعمل بمقتضاه :
{فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ۗ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مُتَقَلَّبَكُمْ وَمَثْوَاكُمْ}[ محمد/١٩].
وأعظم من شهد بالتوحيد لنفسه الرب عز وجل ثم ملائكته ثم العلماء كما قال سبحانه :
{شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ ۚ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} [آل عمران/١٨].
سبحانه هو الواحد الأحد لا شريك له، المُلك كله في قبضته ، والخزائن كلها بيده ، والكون كله باق بمشيئته، وجميع المخلوقات خاضعة لأمره:
{إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ (٨٢) فَسُبْحَانَ الَّذِي بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ}(٨٣)  [يس/٨٢–83].
هو الجبار في ملكه العظيم، عالم الغيب والشهادة الذي يدرك المخلوقات والذرات كلها على اختلافها بصفة من صفــاته:
{عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ الْكَبِيرُ الْمُتَعَالِ}  [ الرعد/٩].
حجب سبحانه ذاته بالصفات ،
وحجب الصفات بالأفعال ،
وكشف العلم بالإرادة ، وأظهر الإرادة بالحركة والتدبير والاختلاف :
{اللَّهُ الَّذِي رَفَعَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا ۖ ثُمَّ اسْتَوَىٰ عَلَى الْعَرْشِ ۖ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ ۖ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُسَمًّى ۚ يُدَبِّرُ الْأَمْرَ يُفَصِّلُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُمْ بِلِقَاءِ رَبِّكُمْ تُوقِنُونَ {٢} وَهُوَ الَّذِي مَدَّ الْأَرْضَ وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنْهَارًا ۖ وَمِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ جَعَلَ فِيهَا زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ ۖ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ{٣}  [ الرعد/٢-٣].
وأخفى سبحانه قدرته في سنته ، وأظهر قدرته في أفعاله :
{هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً ۖ لَكُمْ مِنْهُ شَرَابٌ وَمِنْهُ شَجَرٌ فِيهِ تُسِيمُونَ{١٠} يُنْبِتُ لَكُمْ بِهِ الزَّرْعَ وَالزَّيْتُونَ وَالنَّخِيلَ وَالْأَعْنَابَ وَمِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ ۗ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُون {١١} وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ ۖ وَالنُّجُومُ مُسَخَّرَاتٌ بِأَمْرِهِ ۗ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُون {١٢} [ النحل/١٠-١٢].
هو الواحد الأحد العليم بكل شيء , الذي لا يشغله شأن عن شأن ، لا إله غيره , ولا رب سواه:
{ذَٰلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ ۖ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ ۖ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ فَاعْبُدُوهُ ۚ وَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ وَكِيل {١٠٢} لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ ۖ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِير {١٠٣}[ الأنعام / ١٠٢ – ١٠٣ ]  .
فسبحان الله الواحد الأحد الذي ليس كمثله أحد، الذي خلق كل أحد ، الذي لا تراه العيون في الدنيا ، ولا تدركه العقول ، ولا تكيِّـفه الأوهام :
}رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا فَاعْبُدْهُ وَاصْطَبِرْ لِعِبَادَتِهِ ۚ هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا} [ مريم / ٦٥].
فات العقول إدراكه ، وفات الألسن وصفه , وفات الأبصار الإحاطة به .
هو الواحد الأحد ليس لذاته كيف ، ولا لأسمائه كيف ، ولا لصفاته كيف ، ولا لأفعاله كيف ، له وحده الأسماء الحسنى ، والصفات العلى :
{لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ ۖ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِير}[ الشورى / ١١ ] .
هو الواحد القهار الذي يفعل ما يشاء، ويحكم ما يريد، ولا يعجزه شيء في الأرض ولا في السماء :
{سُبْحَانَهُ ۖ هُوَ اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ}  [ الزمر / ٤ ] .
هو الواحد الذي خلق وحده جميع المخلوقات، وقارب بين المتباعدات، وباعد بين المتقاربات ، وحبب بين المتباغضات، وألف بين المتفاوتات ، وطاوع بين المتعاصيات ، وحرَّك الساكنات، وسكَّن المتحركات، وجمَّد السائلات ,،وأسال الجامدات ، وقهر جميع المخلوقات : {سُبْحَانَهُ ۖ هُوَ اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ}  [ الزمر / ٤ ]
جعل لكل شيء بداية ونهاية ، وجعل لكل مخلوق حداً وعملاً لا يخرج عنه أبدا ، فكلٌّ يعمل بخاصته من موضع حده المحدود له :
{وَآيَةٌ لَهُمُ اللَّيْلُ نَسْلَخُ مِنْهُ النَّهَارَ فَإِذَا هُمْ مُظْلِمُونَ{٣٧} وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا ۚ ذَٰلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيم {٣٨} وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ حَتَّىٰ عَادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ {٣٩} لَا الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَهَا أَنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلَا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ ۚ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُون{٤٠} [ يس/٣٧-٤٠].
والكل يشهد لله بالوحدانية، ويسبح بحمد ربه العظيم:
{تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ ۚ وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَٰكِنْ لَا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ ۗ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا} [الإسراء/٤٤ ] .
كتاب التوحيد ( فقه أسماء الله الحسنى)
جامعة الفقه الإسلامي العالمية في ضوء القرآن والسنة
3⃣
تابع فقه التعبد لله عزوجل باسمه الواحد الأحد 
اعلم وفقنا الله وإياك لطاعته أن معرفة حقيقة التوحيد تُطلب بالمداومة على الاستدلال بالآيات الكونية والآيات القرآنية على الوحدانية.
فما خلق الله السموات والأرض وما بينهما إلا بالحق ، وما أرسل رسله وأنزل كتبه إلا بالحق ، وأحق الحق أن يُعرف عزوجل بأسمائه وصفاته وأفعاله ، ويُدان له بالتوحيد والعبادة وحده لا شريك له كما قال سبحانه :
{اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا} [ الطلاق / ١٢ ] .
وقال سبحانه في توحيد العمل:
{وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُون {٥٦} مَا أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ {٥٧} إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِين {٥٨}[الذاريات/56-58].
وكما وحَّدك ربك بصفاتك ، وتكفل برزقك ، ورباك بنعمه ، وخصك بالإكرام  والإحسان ، وأخلص لك ذلك كله وحده ، فأخلص له العبادة والشكر وحده لا شريك له تكن من الفائزين :
{وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ ۚ وَذَٰلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ}  [ البينة / ٥ ].
واحذر أن تتعبد لسواه بأعضاء وحواس وقوى ونعمٍ أنعم الله بها عليك وحده لتستعملها في طاعته وعبادته وحده ، فـتُحْرم من الجنة , وتدخل النار:
{إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ ۖ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ} [المائدة/٧٢] .
واعلم أن مرجعك إلى الله وحده ، وسيجازيك يوم القيامة بما عملت في الدنيا من خير أو شر، فاختر لنفسك ما يسرك في القيامة أن تراه :
{يَوْمَئِذٍ يَصْدُرُ النَّاسُ أَشْتَاتًا لِيُرَوْا أَعْمَالَهُمْ {٦}فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَه {٧} وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ{٨}[ الزلزلة / ٦ – ٨ ]  .
فاعبد الله مخلصاً له الدين ، واعلم أن الله عنك غني ، لا يقبل إلا عملاً خالصاً له وحده لا شريك له ، وعلى ما يرضاه هو لا على ما تحبه أنت دونه :
{فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَنْ تَابَ مَعَكَ وَلَا تَطْغَوْا ۚ إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ} [ هود/١١٢].
فلا قيمة للأعمال مهما عظمت إذا ذهب توحيدها:
{وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ} [الزمر / ٦٥ ]  .
واستعن بالله في جميع أمورك ؛ لأن جميع الحاجات بيد الرب الواحد الأحد ، وهي وغيرها مستجيبة لمشيئته ، ومسرعة إلى إرادته فوراً:
{إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ {٤٩} وَمَا أَمْرُنَا إِلَّا وَاحِدَةٌ كَلَمْحٍ بِالْبَصَر{٥٠} [ القمر /49 - ٥٠ ] .
واعلم أن من أسقط الدعوى مع ربه عز وجل ، وجعل مكانها التفويض والتسليم والتوكل ، عصمه ربه مما يكره ، واختار له ما يسُرّه ، ودفع عنه ما يضره:
{اللَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ ۚ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ} [ التغابن/١٣].
ومن تبرأ من حوله وقوته أيده ربه بالمعونة ، ويسر له أموره :
{وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا {٢}وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ ۚ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ ۚ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا{٣} [الطلاق/٢-٣] .
وهذا هو الموحد الذي استبدل الشرك بالتوحيد ، والظلم بالعدل والجهل بالعلم كما قال سبحانه :
{إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ ۖ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا {٧٢}لِيُعَذِّبَ اللَّهُ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْمُشْرِكِينَ وَالْمُشْرِكَاتِ وَيَتُوبَ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ۗ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا {٧٣} [الأحزاب/٧٢-٧٣].
{رَبَّنَا عَلَيْكَ تَوَكَّلْنَا وَإِلَيْكَ أَنَبْنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ {٤}رَبَّنَا لَا تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا وَاغْفِرْ لَنَا رَبَّنَا ۖ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ {٥} [ الممتحنة / ٤ – ٥ ]  .
{رَبَّنَا آمَنَّا بِمَا أَنْزَلْتَ وَاتَّبَعْنَا الرَّسُولَ فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ}[آل عمران / ٥٣ ].
« اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِأَنِّي أَشْهَدُ أَنَّكَ أَنْتَ اللهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ الْأَحَدُ الصَّمَدُ الَّذِي لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ » أخرجه الترمذي  وابن ماجه .
اللهم يا واحد يا أحد , يا من يكفي من كل أحد , ولا يكفي منه أحد , أنت الواحد القهار لا شريك لك اهدني لما اختلف فيه من الحق بإذنك إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم .
سبحانك أنت الأحد الذي ليس كمثله أحد ، وأنت الواحد الذي لم يكن له كفواً أحد.
يا  أحد من لا أحد له ، ويا سند من لا سند له ، انقطع الرجاء إلا منك ، فاغفر لنا وارحمنا ، ولا تكلنا إلى أنفسنا طرفة عين ، يا أرحم الراحمين .
كتاب التوحيد ( فقه أسماء الله الحسنى
جامعة الفقه الإسلامي العالمية في ضوء القرآن والسنة 

🍂بسم الله الرحمن الرحيم 🍂
       🔻🔻لقاءات 🔻🔻
🌴شرح اسم الله الواحــــد الأحــــد🌴
      💧لفضيلة الشيخ💧 
محمد بن إبراهيم التويجري-حفظه الله-
📺رابط الدروس على اليوتيوب📺
💻📱اللقاء الأول
💻📱اللقاء الثاني
💻📱اللقاء الثالث 

📚 جامعة الفقه الإسلامي العالمية في ضوء القرآن والسنة 📚

ــــــــــــــــــ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق